عتاب الـــــــــــــروح

 

أ. مازن ميري نور اليقين

سامحيني ......... أتقولها توأمي وأنت راحل عني

أتتركني أتساقط وأموت كأوراق الشجر في فصل الخريف

فتبقى أغصان الحب وجذورها المغروسة في أعماق الروح

أترحل وقد أغمضت عينيك بكل هدوء وتترك النور

أرى الحزن يأكل قلبي والخوف يسيطر على حياتي ... هل سأعيش مرة أخرى

هل تمتلئ أغصاني بأوراق حديقتك في فصل الربيع وتزهر من جديد

أم تتركني جسداً بلا روح .......... لا تتركني

 أترحل فأمسك بثوبك كطفلة يتيمة تريد أن تحملها وتحضنها كي لا تتركها

لا ترحل بدوني ... خذني معك ... أو أبق قليلا...قليلا فقط ... نسترجع معا ذكريات وأماكن الحنين

أترحل ويبقى في يدي  حلم نور الصغير ... لن أقبل 

أترحل وتترك لي غيمة سوداء تتبعني أينما ذهبت وتتساقط منها دموع الشوق والحنين

إذا دخلت غرفتك ورأيت سريرك واحتضنت وسادتك واشتم عطرك وأنا في قمة الضعف أمام حبك

 أترحل وأعود إلى المكان الذي التقيتك فيه لأجد أنها ليلة القدر لا تأتي الا مرة في العمر

 لأجد بصماتك على جدرانها وأسمع صوتك كصدى في عمق الروح ليتني أعرف مصدره لأجدك تنتظرني بكل لهفة على نعش واحد

أترحل وتترك لي سؤال ليتك جاوبني عليه ... لماذا الرحيل والقلب ينبض ولهيب العشق يضيء الكون بأكمله

 أخبرني... كيف روحك ترحل بلا روحي ... كيف ترحل بقلب غير مكتمل نصفه عندك ونصفه لي

لماذا غادرت وأنت تبتسم بينما أنا أبكي وأمسك بيدك وأصرخ لا ترحل ... هل طاب لك فراق الدنيا أم طاب لك لقاء الجنة أم لتعرف مدى تعلقي بك أنت روح فهل للجسد العيش بعد طلوعها

أمصر على الرحيل ... فأنا لن أعيش حياتي بدونك

راحلة أنا معك توأمي

أحبك دنيا وآخرة