خواطـر

مطـر الــــــــــــــروح

د. مازن حمدونه

 أيتها المقيمة داخل أسوار بوحي ... قلبي رهين الأسر.. ممنوع من الالتفات عنك ،مقيم داخل أسوار مملكتك فبيننا عشق من أسرار الكون الإلهي ..
يذوب ويتدفق  في شراييني عبر الزمن ولا يؤمن بالرحيل او المغادرة...

حين أترقب طلتك كلما غبت للتو كما تترقبينها أنت ، كما لو ان النفس انشطرت .. وحين تأخذنا راحات الساعة تلو الساعات .واللحظات الجميلة تذهب بنا بلا قيود للزمن تمضي خارج حدود المكان .. تجدنا وقد طفنا بلاد كلها من رياحين العمر..نقهر مسافات الحدود ولا يقهرنا الألم سوى ذاك  الوجع ..البعد الجاثم على صدر راحتي .

في طلتك تغردين من حولي كطير لا يعرف الحزن ..وكلماتك تسعدني حين تومض من أمام عيناي المترقبتان من خلف مسطح زجاجي أنتجته حضارة العصر لتقهر حدود المسافات والمكان ولتختزل الزمن في برهات ..

تلك الكلمات المتلألئة بتألق نابعة من بوابة العزف على وسائد الروح المحلقة في فضاء السكون .

تأتي الكلمات مسطرة ..منسوجة من نسيج الفؤاد بارزة .. ناعمة ..منقوشة كحبات اللؤلؤ ..كريستالية ..معبقة بأريج لم تعهده كل روائح الكون العطرية ..

مرسومه كحبات الكرز الأحمر .. حبات الفراولة الزهرية المطعمة بشهد دبق تعشقه النفس مهما طال حضورها ..

اعلم أن كثيرا ما تلتقي الكلمات على نفس الزجاجة البلورية .. بنفس الشكل والمضمون !! علمت من بعدها إنها توأمه الروح

حين تكتبين اسمي بحروف أقلامك الذهبية ..يتوهج وجهك من أمامي نورا يلمع وميضه في عينتي وتغيبني سكرات العشق العذرية من جديد إلى فضاء آخر ..أرى ملامح صورة وجهي بلون الروح الشفاف على وجنتيك وامضي في عالمي حتى يبذخ نور الفجر من جديد توقظني أصوات المآذن حين يعمر الكون معلناً صلاة الفجر .. امضي في صلاتي لله واشكره من جديد انه أنت مدونة ذاكرتي .. وليس أحدا غيرك ...

حين تعلن الشمس بأنوارها الرقص على صفحات وجه الكون .. تتكشف من أمامي كلماتك التي خطتها أقلامك على مدونات مشهدي ..وتبرق كاللؤلؤ ..كحبات الكريستال البلوري .. إنها كل ما املك من كنوز ... ولم ابحث عن غيرها ..

لو أن مياه البحر مداد حبري لنفذت منها أقلامي وريشات رسمي في لحظات استمد إلهامي ووجدي .. حين اكتب خطوط مشهد حضورك ..

لو إنها ألوان ريشتي .. لنفذت عند رسم لوحات مشهدك ... فاني استمد الحبر من معين الروح .. ألوانه شفافة كالسحر اللامع البراق لا ينطفئ بريقه ووهجه ..لا تنضب مهما خطت كل أقلامي وريشات رسمي .

أيتها الساكنة على عرش مملكتي .. ضحكاتك تعزف ألحانا .. تقتلع كل جذور الحزن من عالمي ... وابتسامتك وسادة فرحي ..ارسم منها لوحة تبقى دوما في حضور المشهد .. في ذاكرتي

تتأرجح النجوم من بعدها رقصا .. تعلن أنها في كرنفال طوال أيام السنة .. ولا تعلن رحيلها من كوكبي .. من عالمي .. من فضاء أنا مازلت اجلس تحت سقفه ...

الصوت لحنا من الحان الخلود يهفو .. يغرد على مسامعي ...فيمتد العزف ولا يرحل .. ويستكين الفؤاد طربا على لحن الخلود الذي اعشقه ..

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com