خواطـر

اللحن الثاني .. أجمـــــــل حالات الهـــــــروب

 

د. مازن حمدونه

حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني

أتعلمين سيدتي كم مارسنا الهروب ؟ اهرب منى إليك وتهربين منك إلي..

 حين اقبلنا على الراحة لبعض من الوقت على قارعة الطريق من رتوهات الزمن ومن محطات الأيام وضواحي ارق الليالي .

أسألك عن أحوالك والوجع لف جيدك وأبرحك الألم .. تقطعين علي الطريق مبتسمة بنصف كأس الفرح نصفه ماء ونصفه الأخر دواء كالصبار .. كالعلقم .. تصرين بعزيمة مغروسة في فؤاد أنهكه المرض .. يصر ان يداعب وجدي لأنه مازال بحروف اسمى ينبض ..تقطعين على الألم الذي يحتضن ضلوعي .. فتغرسين أنيابك في ضلوع الوجع وبكل جبروت وجلد  تداعبين شبابك تدعين انك بخير ..فبطرف دمعه عينها تضحك فيمتطى صدري الوجل وأقرر اننى علي الاحتفاظ بورقة كبريائها فأمر من أمامها بعد ان اقبل جبينها الذي رسم وجه البدر برحيق الروح وعيناها التي جلبت لي أمواج البحر على وسادتي .. فيصرخ جوفي وهو مازال يعتصر وجع.

كانت تصيب حلقي رجفة تحجرت وتقطعت أوتار صوتي وارتجفت أهدابه وغابت عنى براءة الصوت ..

حرف حاد ! ينغرس في معمعة المشاعر !

يحُي ما تبقى ... وهل هناك بقايا ؟  سوى ألم ذكرى يعاودني...ويقذف بي .. إلى !

صمتي القاتل ! ليتها تنطق الحروف .. إنها تلوح لتنطلق إلى رياح الأمل ! وأي أمل صامت هذا الذي يختبئ في ثنايا المجهول من خلف جدار صمت البرد الذي تيبست أطرافه وما عاد منه سوى جرجرة الحروف التي تستنطقها آلامي,...

غصنا في الحياة ما غاصت فينا وبيت عمرته ليالينا بطقوس فأصبح بيتنا يختزل تواريخ ليالينا .

 امرأة من صوت بعثرها الهواء فأصبحت أثيرا . يلفني طيفها وكلما هممت كي احتضنها  تنقلت من بين أصابعي  أثيرا ... فاجلس على حضن الألم أتساءل من جديد كيف تاهت مني في لحظات الزمن وهي للتو كانت تداعبني ؟!!

 صوتك يأتي من بعيد ..........

انه أجمل ألوان العذاب ....

فراشة تسبح في فضائي .. وأترقبها وأمواج الرياح تداعبها .. أمد راحة كفي لها تتلاشى منى .. انظر على الأرض فأراك مجدداً تحت أطياف الوجع تتلوين ..

لم يعد يؤازر سهدي ويؤنس وحدتي سوى محيا صوتك في ذاكرة الأيام..

يغفو النوم وعيني تراقب كيف ظلك يحاكيني والصوت يوشوشني من جديد  انها الان تجلس على صفحة كفة يدي .. افتح راحة اليد لا أرى سوى خطوطا ..واعود اسأل الصوت عنها من جديد .. سألت احد الأحبة من أصدقائي .. من طلابي مازن العجيب .. كيف بالله تحضر صورة محبوبتك كلما استدعيتها تراها مرسومه على صفحة كفك .. حين تضحك ..وتبكي، وحين تحزن !! 

يستعصى علي امر عقلي حين تتزاحم الافكار فيغيب ادراكي ..واعود للسؤال مجدداً ..

 أين أنت مني ، وأنا أين منك ؟ والمدى بيننا حبل هوى ..يحيا ويموت .. بين نبض الشوق وشهقة موت .. تفاصيل تدهشنا في كل لقاء ؟

 بعد اللقاء ندخل في حيرة من جديد ...

ما الذي بيننا .. أكان لقاء .. أم هروب ؟ أم هو لقاء في حالة الهروب؟

اهرب من الحاضر إلى الماضي الذي جدل نسيج الفؤاد بليالي عشقتها وكانت غزل .. وشدو .. وتراتيل الحان وعزف ناي .. ومدونات بساتين كلها كانت زهور .. أريجها مازالت تعطر أركان حديقتي ومداخل غرفتنا تراقصت كلما داعبتها الشجون .........

نعم نورستي أنني قررت الهروب إلى ذاكرة مدوناتي عساها تسعف حاضري من الموت لبطئ .. من الوجع .. من الجنون .. ومازالت احتضر على ضفاف الرجاء ولعلني أدرك نجاه نورستي من جوف الحاضر إلى أمل طال انتظاره يقف هناك من خلف المجهول  !!!

عله يحضر .. عله يكون .. عله .. وعله ينقلنا معاً إلى سكينة تنتهي من بعدها الشجون .
 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com