|
خواطـر
أنتَ الفلسطينيّ .. أنت ..
د. مازن حمدونه حوار التناظر مع الشاعر طلعت سقيرق في أنتَ الفلسطينيّ .. أنت .. لا الشمسُ غائبة ٌ .. ولا .. صوتُ الجذورِ .. ولا .. ولا .. إنَّ الأغاني عالياتْ .. ورؤوسنا .. أعلى .. وأعلى .. عالياتْ .. ونحبُّ أنْ .. وتحبُّ أنْ .. نمضي .. ونمضي في الطريقْ أطلقْ رصيفَ الذكرياتْ .. أطلقْ نشيدَكَ عالياً .. أطلقْ شموسكَ والجبينْ تغيب الشمس متى غابت حريتي ، وتبقى الجذور متوغلة مهما حاولت شياطينكم اقتلاعي .. سنبقى منتصبي الهامات شامخين كالجبال تناطح جباهنا عنان السماء .. لامعه براقة مهما نالها الألم .. سأمضى وسط الغبار وسط الموت .. وتبقى جذوري .. ستجدني من خلف أكوام الرماد اصرخ في وجه الطغاة .. أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ أعلى من السجانِ أنتْ أعلى من القضبانِ أنتْ .. أعلى .. وأعلى .. أنتَ .. أنتْ .. أنتَ الفلسطينيُّ يا رئةَ الزمانِ إلى المطرْ أنتَ الفلسطينيُّ أنتَ أنت الفلسطيني الذي ما هانت حريته فسطر الموت عنده لحنا من الحان الحياة .. وما السجان إلا غبارا تطاير مهما بلغت قسوة الآسر .. سطروا من حولي قضبان الزمن فتجاوز غضبي وناري كل السجون وبقيت أمضى .. أنت الفلسطيني الذي رسم التاريخ عزمه .. وزغاريد أمهات الشهداء على رؤوس الأبناء والأحفاد .. أحجية عجز العظماء فك طلاسمها .. وأنتَ أنتْ .. الأرضْ أنتْ .. والدارُ أنتْ .. والبرتقالْ .. أنتَ السهولُ جميعُها أنتَ الجبالْ أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ جاءوا إلينا من خلف قبعاتهم لا يفهمون لغة الأرض .. لغة الوطن نحن في جذور الشجر .. في حبات البرتقال .. في رحيق العنب .. سهولي وودياني وجبالي كسوة جبيني وجسدي .. منها نبعت ومنها أينعت .. وعليها سطرت تاريخي .. وعظام جدي تحت ترابها مازال يرقد . أنتَ المطرْ .. أنتَ الجذورُ وأنتَ في جذعِ الشجرْ .. رسم التاريخ على ضلوعي حبات الرمل .. وأمطرت سمائها فأينعت منها أشجاري وأورقت منها وتلونت ثماري فهي من عمق عظامي ومن جسدي تغذت .. حيفا يداكْ والكرملُ المجدولُ من شمسٍ هواكْ عكّا تراكْ .. يافا على أشجارها .. شدّتْ خطاكْ .. حيفا تطل علي بسواعدها .. والكرمل شمس تطل على هواها .. جيد هي لها وعكا سورها وحماها .. ويافا سطرت رائحة برتقالها ... مساجدها .. أسواقها عامرة مهما مر غضب التاريخ على ترابها .. أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ .. سرُّ الهوى الملتمِّ في شفة الجليلْ يهفو إليكَ وأنتَ تحتضنُ الخليلْ أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ .. أنت شطري من شمال و يميني من الجليل حتى الخليل .. احتضنك بربوتي وجبالي لك سد منيع .. أصد عنك سطوة الشطار من غفلة ومن غفوة تمر على عيني سرُّ انتصابِ السنديانْ أنتَ الأصابع حين ينطلقُ الحجرْ .. أنتَ المواويلُ التي .. شدّتْ على خصرِ الشجرْ .. اسألوا التاريخ عنى كيف قارعت حصونهم .. و صنعت من حجري ومقلاعي غضبا قارعت فيه غيهم واسترق السمع لمووايل وطني كلها مدونة على هامات السنديان .. استرق السمع إلى صخري وصواني حين تنفجر في وجه البغاة كقنبلة تغرد فتدثر جرح الوطن . للسجنِ والسَّجانِ قضبانُ الحديدْ ولكَ النشيدْ .. ولكَ النهاراتُ التي تأتي إليكْ .. من أرضكَ السمراء تأتي من قبضةٍ شدّتْ على خصرِ الحجرْ .. من كلِّ .. لا .. من خيمةٍ من كلِّ دارْ .. من طفلةٍ قبضتْ على حدِّ النهارْ .. دمنا منارْ .. سنظلّ نصرخُ في الطريقِ إلى الطريقِ .. إلى الديارْ للأرضِ إنّا عائدونْ .. إنّا إليكم عائدونْ .. يدنا تشدُّ على الزنادْ .. دمُنا منارْ .. خطواتنا من كلِّ دار .. ستهبُّ إنّا عائدونْ .. فلكَ النهارُ لكَ النهارْ .. سيحتضن السجن والسجان لوعة مهما طال الزمان على أسرى .. فاني ماضي وحاضر أمتي .. واسطر أيام أبنائي وأحفادي .. سأروى لهم قصة الجلاد الذي من عزمي تفتأ وانتحر .. وأنا مازلت على أبواب التاريخ ارسم عزتي انظروا ودققوا مشاهد أطفالي كيف يحسنون قبضة رحاهم وسواعدهم تقذف بالحجر ..تطلق العنان للغضب .. تقارع دباباتهم بلا صواريخ ولا قذائف .. رغم هذا كله على بوارجهم وغيهم الطفل انتصر ...!! أشعلوا من دمائهم قناديل حريتي ومشاعل تنير عتمة الأمل الذي غاب عنه الفجر وانتحر .. هم بوارق عزى ونصري أمام جيوش سطرها الغي والخيلاء داخل الحصون وشابت بواريدهم وتحشرت ........ هتفوا للديار وغنوا للوطن لحن البقاء والعودة ما زالت على جبيني تنتظر .. فمازالت أصابعي على الزناد تصرخ ليوم عودتي متى نالت من قبعات الأغراب من أهل الغجر .. أنتَ الفلسطينيُّ أنتْ .. في زهرةِ الليمونِ أنتْ .. في حبّةِ الزيتونِ أنتْ .. في البرتقالْ .. فليصرخوا .. وليقبعوا خلف الأكاذيبِ القصارْ وليرفعوا سجناً وقضباناً ونارْ .. فإلى زوالْ .. لابدّ أن يأتي النهارْ .. أنتَ الطليقُ .. وأنتَ أنتْ .. في صرخةِ الميلاد أنتْ .. في خطوةِ التاريخ أنتْ .. الشمسُ أنتْ .. الأرضُ أنتْ .. الدارُ أنتْ .. لابدَّ أن يأتي النهارْ .. لابدَّ أن يأتي النهارْ .. أنت الفلسطيني في حبات البرتقال في زهر الليمون .. في حبات النور الذي انتشر .. منها انبثق مجدي وتاريخي وعلى جذورها أسمي حفر .. على أغصانها أسماء أنبيائي وعلى جذوعها جدي استند ، وتحت ثمارها أنا رقصت وتحت ظلها تربعت. أمي وأبي نال راحة وغفوت أنا في فيئها فلن أغيب عنها مهما طال ظلم الزمن... فلابد له من رحيل مهما رسموا مخطوطات الدجل ..
أنت الفلسطيني الذي
نبعت صرخته من عنق التاريخ مع أول ميلاد للحجر .. فأنت
الفجر القادم مع طلوع الفجر ومع بذوخ النور يتلاشى الدجى
وتغرب من بعدها كل المحن ..
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |