خواطـر

بيت في الأثير .. (اللحن الأول)

 

د. مازن حمدونه

حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني

في

بيت في الأثير

(اللحن الأول)

كيـــان الصــــوت

من يدرك الصوت .. من يحلل مفرداته ..

كم تشاطرنا لحظات الهيام .. وكم يزعجنا .. وكم يطوف بنا احاجيج الصوت ..فمنه الرقص ومن العزف ومنه تنبثق كل أفراحي وأحزاني ووجعي .. منه دهشتي ومنه تماهت الروح وأصبحت أنت أنا وأنا أنت فأصبحت الانتنا عزف صوتك. وصوتي الآن يحتضر ألما وعلى صدر الوقت يجترني الألم أترقب لحظات ان ينهض منك كل ما اترقبه من تلك الفراشة البيضاء التي حولت ليالي سهدي إلى أرجوحة تمختر عليها الألم ،وغردت من حولي فطارت كل آلامي .. وما حطت رحى الوجع حتى سكن الليل فؤادي وبت أجوب محطات الأمل .. انتظر عودة الروح لتعزف الحان ذاكرتي ..

تتأرجح الدمعة بين مقلتيك معلنة الحداد على وتر الفرح .. راحلة في بطون الماضي .. تستمد صور الذاكرة حين تراقصت أفراح زهرة شبابك وأنت تختالين عزف الحان الشباب بين كل الزهرات .. وأريجك يعبق نسيما ليعمر بفؤادي وأصبح ماضيا بك وسط أمواج العشق كمن امتطى حصان أحلامه .. فأين أنت من كل هذا ؟؟ وهو الان ما هو الا انت ..وكنت .. فالي أين ترحل الدموع ومتى يحين لحن أفراحك لتعزف ما بوجدي ولتهرب كل أحزاني ووجعي ..

سيدتي اسهر الليالي جوار وسادتك .. علني اسمع همساتك بعدما رحل الصوت الغائر من الجسد الذي كبلته سطوه من لم يقارعني بسيف .. ولخسر معي كل رهان.. 

سأجعل من حروفي وسادة لدموعك .. سأصنع من عشقي مناديل تكفكف دموع الروح ..

حين أغوص في همسات صوتك انتقل إلى رحلة العمر التي غرستي فيه زهور عمري ..

ذاك الصوت القادم من أعماق الفؤاد يبقى دوما يجذبني إلى بحر أسرارك الدفينة في كمون الروح ..

أتسلل من حياتي إلى صوت امرأة كانت دوما حاضرة في فضائي هي بين الضلوع صوتا....وهي التي استعصت على الآخرين وكانت لحن صوتي الدفين في أعماقي .وكانوا كل أولئك من حولك سرابا حين توجت الروح بصوتي وامتزجت أصواتنا وتماهت حتى أصبحت انا الفائز بأجمل مدونة جسدها لحن صوتك الذي هو أنا ...

أنت التي كنت ومازلت جواز سفري كلما جبت البحار والحدود .. تجتازين معي وتحضرين كل لحظاتي ... تغردين متى حاضرك الوجدان في غربتي ..يتبدد صوتك في الأثير معلنا انك أنت هويتي التي تمنحني عزيمة العودة بعد ترحالي ...

أخاطبك .. أحاورك .. هل وصلك الأثير ..

اسمع منه يوشوشني انك تضحكين فرنين صوتك عزفا يكاد يبعثرني في الأثير لأتلقف أنفاسك التي التحمت بجسدي .

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com