احاول ان أُلملم بعضي

 

عماد خليل بِله

 خطوة اثر خطوة  طويت الشارع كما يطوي البزاز شريط القماش، مسرعا دون النظر الى ما في يده، ولكن بلا حرفة سابقت قدمي الزمن. كان علي ان اصل باب الدار قبل ان تضيع مني... فانا الذي ضعت سنينا بحثا عن قافلة تعيدني لمرابع تكويني الداخلي، ما وجدت الا قافلة لا تسير في طريق الى مستقر، فرِحت اهيم على وجه الايام انقش علائم وجود يصارع ممحاة وحش بارع التحايل، فماحصدت غير قوى هُدت في غير اوانها وجسدا اصبح معلقا بحبيبات صناعية، الا ذلك المشاكس المستقر في صندوق الجمجمة، يدبي في خلاياه كنمل يحفر ممرا سريا ليرى ان كانت الجهة الاخرى تضيء ام ان العمى جلجل بظلامه، وتاهت البصائر.

 مررت باشيائي التي شكلتني، واشيائي التي ألفْتُها، مجاورة اشياء صحبي ورفقتي. 

 غريبة انت ايتها الاشياء التي اعرفها كما اعرف راحة يدي، رغم حبال من قصص حدثت تربطنا فقراتها. غادر بعض ابطال الرواية ساحة المشهد اذ انتهت ادوارهم، اختلط القراء بمن بقي بانتظار نهاية الحكايا.

  في بالي حكاية تناثرت اعضائها بفعل مفخخة متفجرة القيتي اياها على كاهلي... وصرت مبعثر الذهن. جمعت اوصال ذاكرتي في اكياس قمامة متعددة... فمن يقودنا الى مدفن الحكايا، ومن يسمح لبقايانا باجتياز بواباتها ونحن لاننتمي لميليشيا التهريج... معطلة مولدة الانفعالات بعد ان باتت بلا صاعق يشحذ جمرتها، حتى الاحتراق الداخلي اصبح مراقبا، فثمة مترصدون في زوايا الصيرورة يتصيدون التكوينات الجميلة ليحيلوها عدما... اذن كيف تطلبين مني ان اعيد رسم صورتك وانا متناثر كاشلاء لعبة معطلة...

 مدورة كعجلة الدراجة تلك الدوامة التي تحرك يومنا... ننهض بجسد متثاقل، نتخاتل مع الموت الذي بات سيد الشارع، لتنزوي محركاتنا تمارس روتينها اليومي ، ثم نعود نختبأ في عتمة من القيود... اين انت ايها الوصال الذي نسج الحكايا.... واين مفاتيح المدفن، فلقد اذيع في النشرات ان اشلائنا لم تزل تنفث طاقة، والمدافن ليست الا قاعات  سجن سائبة  الاقفال... اذن فاخلعي ما يعيق الحركة وتعالي ضميني، قطعة فقطعة لملمي اشيائي على هواك  المنتفض، وارسمي لي هيكلا ينساب بين حبات  خلاياك بخلق جديد... 

 وردية هي الالوان، ليس من غلاف من الاحلام... لون الدم الواقع على حجر الواقع صبغها...

 

في بنت الرافدينفي الويب