خواطـر

حارسة الأحلام

 

نائلة خطيب – عودة الله  

إلى الصديق الذي قال لي : اكتبي عن أحلامك !

 أحلمُ أنْ أتسلقَ الجبالَ كالحيوانات, حيث لا تكونُ قممُها هدفا, دون التفكير إنْ كان التسلقُ يجعلني أعيشُ أكثرَ أو أقلَّ, لو أنني أتجرّئ, فقط أتجرئ, أنْ أخلع حذائي وأسيرَ حافية !! بدل أنْ أمشيَ على رؤوس أصابعي لأنَّ هذا يليقُ بي ؟؟ أحلمُ أنْ أحقق كلَّ فكرة تبدو في الأفق ملتهبة براقة, هذا الشعورُ يشرّفني وتطبيقه يشرفني أكثر, يشرفني (جدا, مرارا وتكرارا) , أحلم وأحلم, لم تساعدني الأحلامُ أبدا, لم يصبني أيُّ شيء من ورائها سوى ممارستها, وبعد ذلك أبدأ بالدوران والتبرّم, يكون لها تأثيرٌ مماثلٌ لتعرضي للحرارة أو البرد, إما أنْ أنكمش وإما أنْ أتمددَ, ولا ينجمُ عن ذلك حتى حماقة في الوقت الذي أكونُ فيه بأمس الحاجة لتحقيقها, أرتكبُ جريمة في حقِّ إنسانيتي , وأصمتُ, لستُ غامضة, لكنني لستُ واضحة, أفكرُ كثيرا وأحقق القليلَ, كمن يلتهمون الكثير من الطعام ولا يسمنون, أتمنى أنْ تكونَ هذه مرحلة تمهيدية, لأني بصدق أخجلُ في قراره نفسي وأسخط من هذا الخزي في تصرفي.

أحبُّ أشكال الحياة البسيطة, وفي هذا الأمر كانت المرحلة الحقيقية الوحيدة التي عشتها دون اشمئزاز هي الطفولة, فيها بعضُ أصدقاء لن أنساهم, كانت الأحلامُ بالنسبة لنا تجاربَ , نطبقها, مشهدا وصورة, أما الآن لا, الأحلامُ في عصرنا تجعلنا عصبيي المزاج, تريبنا, لأنّ تحقيقها يتطلبُ طرقا هائلة القوة ولا يكفي الطموحُ بل بالعكس يجعلنا نصاب بالجزع, وهنا أسألُ نفسي ما الفائدة في أنْ نكونَ أذكياء؟ فالغباوة أحيانا تكون أذكى منا !!وكلُّ ذكاء العالم لا يكفي لعلاج انحطاطات من هذا النوع, فإنها ليست وراثية ولا مجال لمقارنتها بادعاءات أخرى دون أنْ تعطينا نفس النتيجة التي نخشاها, ربما نحتاجُ مهارة؟ إذا ما الفرق بين المهارة والذكاء؟ ربما الذكاءُ أسرعُ زوالا؟ ربما المهارة أصدقُ وأكثرُ تعبيرا ومتعة؟ أو سخرية؟

كلما كبرنا  وتقدمنا في العمرغرست جذورنا أعمق وأعمق في الأرض حتى تبتلعنا, أصبحنا حرفيين في الغوص داخل التراب, باضطراباتنا ومضموننا . باختصار نحن نعيش طفولتنا فقط ثم نقضي العمر محتضرين , حتى فننا احتضارا, لقد بدأت أساليبنا في الحياة تلتصق بالأسلوب الساخر الذي يسبب الريبة المخلوطة بالقهقهة لكثرة تجديفنا بالواقع وادعائنا بأننا العقل والحكمة, هذه عادة قديمة , أجل, نتمسك بالواقع بشدة ,  ننتظر المعجزة, وفي الليل ننتظر الرؤيا ونقنع بالضجر والحرمان حيث تشغلنا متعة الانتظار والكسل وكل الأشياء الممتعة لدرجة القرف, لقد صرنا نشتهي الحماقات أكثر من أيِّ وقت مضى لأننا من كثرة خشيتها صارت تكبر وتكبر حتى وصلت لمرحلة حقيقية من النضج كالخرافة, كالأسطورة بحاجة لمن يقصّها, حتى لو كانتْ فقيرة بالنصح ومتخلفة بالمبنى, وهذا يكسبنا غلظة أكبر وفظاظة مزدوجة .....ربما الإرهابُ هو الحلُّ ؟.....يمكن اعتباره شكلا من الأشكال الفرضية التي توصلنا لتحقيق الأحلام, لأنَّ الحلم يحتاج إلى سلطة والسلطة بحاجة إلى قوة والقوة تبدو وكأنها مسعفة لأنها حقا كذلك, فرمي القاذورات بحاجة إلى قوة كما التبشير وطرح الاقتراحات بحاجة إلى قوة واقتراف الحماقات بحاجة إلى قوة عظيمة ودوافع جحيمية كأن تكونَ مستعبدا مثلا فموسى حين تسلم الوصايا العشر كان بحاجة لأنْ يكلم الله أو يراه ليقترحها وينشرها على (البقر) عفوا على البشر, أترون كم من القوة احتاجها موسى؟؟؟؟!!!!!!.

 لا تحلموا إذا لم تكونوا أقوى من الحلم, احذروا الأحلام, تعلموا فنون القتال وحسن التخلص, انطلاقا من الجحيم الأزلي.

أنا سأحاول!!!!!!!

 تنبيه أخيرة: لا تعضّوا الأحجار !!

وإذا كنتم تعانون من التهاب المفاصل أو هشاشة العظام, لا تمارسوا السقوط الحرّ !!  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com