|
خواطـر
ذات مساء، كان الحب بديل الحديث
عبدالله الكباريتي افترقنا علي أمل أن نلتقي قريباً ، حتى نملئ الفراغ الذي أصاب مساحات واسعة بداخلنا والذي جعل كلانا يمارس العزلة والصمت وحده ، حينما نمارس تفاصيل البقاء وحدنا لا يختلف المساء عن بقية المساءات الأخرى فكل الأيام متشابه إلي حدا ما فالقريب حينها يشبه البعيد والمسافر لا يعرف نهاية الطريق كون الفراغ يمتد بداخله حتى يمتلكه تماماً كلانا ذهب إلي ما بعد الوقت فــ كلانا متعب لم يترك لنا الوقت خيار فالحياة والممات متقاربين جداً فكلاهم يشبه الأخر إلي حداً كبير لم يترك لنا مساحة لنتحدث عن طريقة سحرية للسفر عبر الأحلام إلي عالم الخيال نعبر من خلاله مدن لا تعرف الموت والحرب ولا تمارس القوانين العرفية والتقليدية ولا يحكمها الطغاة والحاقدون ، مدن فيها الطرقات والأزقة أكثر اتساعا وحياة لا يسكنها الخائفون ولا يعرفها الآثمون ، نحلم بشفافية الطفولة البريئة بعالم مختلف فيه كل الخيارات المتاحة صالحة للاستعمال فكلانا يعلم أن نهاية الطريق علي مسافة قريبة من الوقت المتبقي لنا . كانت تبتسم ولكنها تتألم كانت قوية ولكنها تموت دون أن تدري كانت ولازالت لحن يرتل معني الوفاء ، تمنح الإلهة الخلود الأبدي والآثمون الرحمة المطلقة والمغفرة الصادقة المقدسة ، وحيدة كانت تشارك الليل سكونه وأسراره وتفاصيله الفاصلة بين الأبيض والبياض كانت ولا زالت تبادله الحب سراً وتشاركه التساؤلات عنوة وتخفي ما بين الضلعين حب لا تكفيه مساحات السموات والأرض ليمتد . كم كان مساؤها حزين حين اجتمعنا ذات لليلة نتساءل عن الحب والضياع والخيانة والبقاء القصري والحياة العصرية، كانت تفارق الأرض مسافرة إلي أبعاد الخيال وهي معي تتخذ من السماء عباءة تلتف الحب والعاشقين وتمنحهم البقاء الأبدي، تشارك الغيمات المطر والرياح السفر والخريف دفئ الحب والربيع ألوانه الإلهية والصيف تفاصيله الشقية . تسافر عبر الأكوان كـــ نجمة تعبر الأكوان يتراجع القمر عن مداره حتى يتثني لها المرور عبر المجرات ، تسافر ليلاً وإلي جانبها أرواح القائمين علي عقيدة الحب الإلهي المقدس يبادلونها الحلم ويسافرون إلي جانبها عبر أكوان لا تعرفها هي ، تتجلي وحيدة فوق كل العادات لتعود مجدداً تحمل لهم معني الحب الأبدي والخلود . أمراءه من نور تحمل بداخلها ما يكفي ليضيء هذا العالم وعوالم أخري ، نور يعبر إلي الحياة الأبدية وما بعدها من حياة ، يكفي ليضيء السماء وارتفاعاتها السبع والفردوس الأعلى ومجرات وأكوان لا نعرفها نحن ، من نور هي تسافر ليلاً وحيدة ترتل ألحان من وفاء ومحبة لم تشاركها الحياة لحظاتها السعيد ولكنها صنعت من روحها أجمل اللحظات لم حولها ابتسامتها الصغيرة التي تغطي ملامحها البريئة تملئها الألم وتسكن خلفها أعوام وأعوام ضوئية من الحزن ، لا يشبه الحزن بداخلها حزن الآخرين فهو بداخلها أشبه بميراث الأرض والسماء من أحزان . كم هو جميل الحب وحدها من تنتهي معها قصص الأساطير فالحب الذي يمتلكها أكبر من روميو وجوليت أو قيس وليلي ما بداخلها من حب لا مثيل له مطلقاً ، للغير تمنح ما لا تمنحه لروحها تعطيهم من فيضها فيض من عشق مقدس ، تبحث عن سعادة الآخرين دون سعادتها وتتجلي روحها حين تتحمل علي نفسها من أجل الغير . هي تبتسم لي وتبكي في عزلتها تمارس الصمت علي مشاعرها وتبدلني الحديث عن مشاعري إنها أشبه بعشتار إلهة الحب وأشيرا إله الجمال والحب إنها إلهة حب هذا العصر وكل العصور القادمة إن كان العالم يؤمن بالحب وبآلهة الحضارات الأخرى . حين مررت عن تلك المفردات والمعاني التي تملئ النص بالحياة والحب وجدتني أكتب دون وعي مطلق بما أكتب ولكن من الجميل أن تتحدث عن شخص ما لا تعرفه جيداً سوا باللقاء عبر النصوص الملقاة هنا وهناك ، ومع هذا تشعر وكأنك لم توفيه حقه أبداً مهما حاولت ، كتبت هذه الكلمات لكِ ولكنني أعتقد أنني أبحث فيها عن شيء ما يشبهك ،ولكن كلما حاولت الاقتراب أكثر أكتشف أن لا يشبهك أحداً سواك ، سامحيني إن لم أمنحك ذاك المجد الإلهي والحب المقدس الذي لطالما شعرت به بين نصوصكِ الرائعة
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |