خواطـر

نهاية ام!!!

 

نجوى الطاهر

امرأة يمر عليها قرن كامل لتلفظ انفاسها الاخيرة في مقبرة مهجورة يرميها فلذة كبدها الذي سهرت الليالي عليه وتكبدت مصاعب جمة لتوفير مستلزمات الحياة له،  ليقودها الى هذه المقبرة لتموت ببطىء... اي قلب كان يحمل... كيف قادتك قدماك الى هذا العمل... كيف طاوعتك يداك على حمله الى هذا المكان... اردت دفنها وهي حية ... هل هذه كانت هديتها في يوم عيد الام...  ليحملها قدرها في دار للمسنين تراها تبلل قطع الخبز بسائل احمر ما يسمى (مرق) لتنام بعد ذلك متوسدة اوجاعها وهموم غربتها... هل هذه مجازاتها على تعب تلك السنين عليك...

وقصص كثير تضمها جدران ذلك الدار... هل عجزتم من تحمل مسؤوليتها في كبرها مجازاة لها لانها لم تعجز يوما عن تحمل مسؤوليتكم عندما كنتم صغارا وضعافا؟

وانا أتابع مشاهد دار المسنين في اربيل، تراءت أمامي صورة أمي!

ماذا بوسعي ان أقدم كل في هذا اليوم؟  اناء فيه زهور.. ام زجاجة عطر... ام روحٍ انت التي اسكنتها في قلبك... يامن علمتني الصبر... يا هواي انت الذي اتنفسه... يا وجهاً صبوحاً استئنس به كل صباح... قدمتي لي الكثير... ماذا ياترى قدمت لك... هل سأتثاقل منك مثلما فعل ذلك الولد العاق...

غداً سأكون اماً هل اكون بحنانك وطيبة قلبك وصبرك... هل اسهر على ابنتي مثلما سهرت عليّ..

دعونا نقدم هدية الى امهاتنا وابائنا ونقول لهم كل عام وانتم بخير.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com