خواطـر

 ألتفتُ إلى أين؟

 

نائله خطيب – عودة الله

ألتفتُ إلى أين؟

الغربة تغزو أوطاني -  والبين سعيد

هي الضد بلامعقوليته وكأنني غرابُ البين الطريد:

أعصبوا عينيّ إلى الغد

إلى الغد وما بعده

إلى الأبد البعيد

فإني أراها - تتخفى بين الأطيار- لتقتلني

" غربتي "

صعلوكة - تمتدُّ تحت الأرض سراديب طويلة

لتسكنني " غربتي "

وضعتُ يدي على قلبها - لها قسمٌ عظيمٌ :

ستغلبني " غربتي "

وأنا اللغز المحيّر لم تعد بي جروحٌ كافية بعد

لتجرحني " غربتي "

أكان الموتُ أم الحياة نصيبي أم البعد؟

أطمئن على سلامتي "أصعقني" - وأموتُ من البرد

ذهب الجميعُ إلا أنت !

من سيأخذك إلى المد؟

خرج الجميعُ من المنفى واحدا بعد الآخر- إلا أنت

من سيسعى إلى قتلك بعد؟

زحف الموتُ : مولاتي - هي أنت !

المرأة هي كلُّ شيء !

وإني لك صديقٌ أمين !

ما دمت أنت هنا..........فلا بد من وجودي هنا كذلك !

صيّرني الليل هازئاً وحالكاً:  

لن أبلغك مرامك !! !

أجفل النهار المسكين

أغمض عينيه بدوار غريب

وأنا أتبعُ السلالم الطويلة – أتبعها - أقصده بالذات

ساقاي تتخاذلان تحتي

والموت يربكني وقحطي " لهاث " , ظمأ يلهب حلقي بلون الأرجوان

يسيرا... يسيرا... مرضيا ... سحقته قرون  و أ  ز  م  ا  ن..................

يتجلبب تحت لفح الرياح ووابل من المطر

كبراعم تشتهي نيسان 

ألتفتُ إلى أين؟

أنا زائرة كالآخرين

لماذا الليل أخفى فرحة الأغصان عني؟

لماذا غطت بأحلام " الكثير " كلمة مني؟:

قضاء - قدر

ابتسمَ البين

ورقد على الأرض يستقبلُ أوراق الشجر:

لا ينقصني إلا مجنونة مثلك - أيتها القليلة

جئتُ لأكونَ قريبا منك أيتها الجميلة -  من بين البشر

هذا الأخير قال:

بيننا قتلى وجرحى واحتمالات كثر

هكذا قال:

غمغم الشيطان الذي أنقذني من جهنم :

لستُ في مزاج  ملائم لمثل هذه الشروح

وأعتذر

يعتذرُ ويسخر: " القدر"

أنتم مهزومون !!

تصرخين:

افتح البابَ أيها النور الضئيل الراقد في سلام

فهناك صارخون عتاة وغير هيابين أيضا -

" لن يصدّقك "

وأنا ممن يريدون الموتَ يشدني الحنينُ إلى الموت

" لا أصدقك "

مادام في الدنيا كتابٌ - حي يرزق

سأصدّق أنّ فراغ النافذة المشتعل كأتون سعير- هو جنوني فقط - لا غير

وكأنني واد يضيقُ فتتأثر حوله الخضرة

ليجري فيه جدول " ماء "  صغير

لتألفه النسائم العطرة

" ليهجره الزمهرير "

فأطرحني فوق كتفيه كغطاء وأسدلني حتى عينيه " أضمه " وأطير

ففي الغرفة مصباح ونور وفير

" لن يراني "

وأخدود مليء بدمع العصافير

" بترحال المعاني "

يجري فيه الماء في فصل الشتاء

ويجف صيفا في  فصل الشتاء

ويموت صحوا في فصل الشتاء

وهو الخليقة لو أزهرت باسمه

وأنا الصوت الصارم تحت المقصلة – أصرخ نائمة

مذ أدليت ساقيّ من فوق مهدي الصغير

قلبي كهل, أطرق رأسه وغاب,  يقرأ في السطر الأخير

سكون فظيع جدا

" ليس بقصير"

سمع دقات قلبي وأحصاها

ولم يسمع صوتا آخر

" سواها "

فضحكاتُ الفرح والابتهاج قذفت من

" صدق الأثير "

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com