|
خواطـر
ضمة واحدة
نائله خطيب – عودة الله
فلتغفرْ لي - غيابي حين يربكني هذا السفرُ الجميل تتناولني بأماسٍ - لا نتحدثُ فيها طويلا? توقظني انخطافا لمناسبة أجملَ من أيِّ صباح ضمة تشعر بارتياح , يحطُّ على الأرض يفرشُها ذؤابات الخميلة وكأنه صوتُ الجراح يمرُّ للحظات قليلة؟ ينصهر بكيميائيتي يلامسُ صوتي , ويأخذني كرذاذ عطر , يستلقي لينامَ على وردة جميلة غيابُه لذيذٌ- مديد? وحضورُه يتمددُ في ذهني كالإله ثم ينسكبُ في قلبي حارقا - كالأسيد ويقولون : الموتُ عند الله واحدٌ – ووحيد؟ ضمة واحدة هي تشكيلٌ كاملٌ هي تحريكٌ دائمٌ - متواصل دعْكَ من الصّرف الطويل والنحو الثقيل لا تنقيط , لا تحريك, لا فواصل ضمة واحدة , وكفى لا تحزنْ على قصيدة تجمّعتْ في ظرف أيام أو لوحة أعلنتْ عن موت رسام؟ هي ما جاءت لتبقى رفات أحزاني هي لا تخفي أدقّ جراحات - أوطاني وطني ليس مضافا يخطرُ لي أو غيابا للعطف - سمّرني في مكاني أتصفحُ ذلك السرَّ الكبير واحدٌ هو أنت وتخونني كلُّ السطور وتقصّني كلُّ المعاني في الموت: ما عدتُ بشيء أفرغتُ أمتعتي , وتركته للغربان عنواني والعمرُ يأخذني لكلِّ صباح أسود صافقا جناحيَّ بوجه رياح - أبواب الأماني يتربصُّ تارة كالحظ بنصفُ قلبي وتراه يمضي تاركا نصفَه الثاني ألتحفُ مقولة وجدتني مرة وأمرّ مني هول وجداني أغريبة غطت بهاء فرحتها؟ بل عدت أدري مرارة سلواني ؟ يحملني وهجا عاريا فأنجو ثم يسقطني اثنتين بروّضُ نسياني آه يا نيسان ما أقدم عمرك وذاكرتي عجوز مثل نيساني تنزلق عني لستُ أدري لونها وتهشم لوني كي ترممَ ثاني أيُّ تجنٍ يمتدُّ من علو عرشها أو أنَّ كفري صار مثل إيماني؟ أم أنه الوصلُ الغريبُ وغفلتي؟ أو النسيان بل هل فرط إمعاني؟ عند الرواق أراه حبيبا غائبا وفي أعلاه أراني - فقدت أوطاني .
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |