خواطـر

أسرارٌ

 

عبداللطيف الحسيني

قلْ لها :

لمْ يكنْ صوتي ما سمعتِه , بلْ وهمٌ عَرَفَ كيفَ  يُضحكُكِ .

لمْ يكنْ ضحكي ما تألمتِ بهِ , بلْ روحي التي  تتفتتُ حتى تصلَ إليكِ ,

لمْ يكنْ جلوسي على ترابِ الطريق ِ  , كانتْ يدي المشلولةُُ تعبثُ بشعرِكِ الغائبِ الذي يغطي وجهي الهشَّ .

قلْ لها :

ما أكتبُهُ ليسَ لكِ , إنهُ لعاشقةٍ شقراءَ تخاصمُكِ سرّا ( وهي مثلي لا تقولُ لكِ ).

ما ترينه وحدَكِ عميقاً كصوتِ الكناريّ , هو نفسُه يقولُه لغيركِ  ,  تحسّين بهِ ( أنتِ مثلي لا تقولينَ له ) .

لا تقلْ لها :

إنك ُ تجلسُ تحت شجرة وحيدة لتبكي , فتمتليءُ يدُكَ بدموعها ( باتتِ الشجرةُ مثلكَ لا يقولُ لها )

لا تقلْ لها أنّ يدكَ تعانقُها حينَ تبقى وحدكَ .

قلتَ لها ذاتَ خجلٍ : ( وحدكِ بلدٌ مزدحمْ ) .

  قلْ لها : يدُكِ الطاهرةُ مازالتْ تنقرُ نافذتهُ .

========= ( سوريا )

 ( مقطعٌ من نصٍّ طويل )

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com