خواطـر

اذكريني بعد رثاء الانتظار الأخير

 

د.مازن حمدونه

فتشت عنك بين أوراق الزمن عقوداً .. وكانت عقوداً تلو عقود .. بحثت بين السحب بين النجوم والفضاءات .. عدت إلى عالمي مرهقاً بعد ان توهتني الخطى .. أيقنت إني كنت ابحث عن سراب مجدولاً بلا ألوان .. مازلت اجهل وجهه .. كنت في عين قلبي  مرسومة على جداره.. حين التقينا كم كان الفراق صعب .. مريرا كالصبار .. وحين عاد اللقاء كان كعودة الحياة لغريق .. كعودة النور للأبصار .. كابتسامه الصائم في الإفطار .. كفرحة العائد من تحت الأمطار جوار مدفأة  ..

كم كنت قريبة مني رغم كل المسافات .. وحين أصبح قرار اللقاء لنتوج آمالنا .. أحلامنا .. تلاشت كالسراب .. فتشت طويلا .. تعثرت الخطى .. غاب منطق العقل والوجدان بات في صحراء قاحلة .. تاهت كل أحلامه .. تبددت  كل رسومات الليالي .. وحين أدركت انك بت راحلة عني دون موعد فراق .. حيرتني كل الكلمات .. كل المفردات فهل تكررين مذبحي الذي طوته السنون والليالي ... كان من الوريد إلى الوريد ؟!!

عادت مجدداً تقدم السلام .. تقول أنها اقتربت مجدداٍ بعد ليالٍ طوال .. كم كانت غريبة الأطوار ..  قدمت لكٍ كل مفاتيح الفؤاد والهوى والتقت الأرواح إلى ان باتت على راحة كفي .. على مكتبي .. تصاحب معطفي .. وختاما انتهى الفصل الأخير بغياب بلا عودة من جديد .. وفي كل مرة تغيب الأعذار .

أتعلمين يا سيدة الحضور رغم الغياب .. إني رحلت عالم الانتظار ولم اعد انتظر قوارب تقلني في يم أو بحر ..

لم اعد ابحث عن قاطرة .. طائرة .. فاني قررت أن اتكأ على أمالي وأحلامي التي رسمتها الليالي فقد تكون زادي إلى ان يفتح الله لي أبوابه حتى لو بت تحت التراب . واعلمي إني لن أكون جلادا لمن رسمت خطوط وجهها وابتسامتها بمعين الروح على جدار الفؤاد الذي خطت مفرداته برحيق لم ولن تتكرر على وجه الكون ..

أعلم انك راحلة بلا عودة .. فقد تسعدك حقيقة المفردات .. قد تجدين فيها حرية مسلوبة من وجدانك .. اليوم أقدم لك الاعتذار .. فأنت رحلتي دون نذر او اعتذار واعلم انك لن تعودين .. فقد قرأت خطاك الأخيرة .. غيبتك الطويلة .. غياب الصوت والهاتف معلقا في الهواء كان يقول كل ما لم يقال ..

ختاما سأعاتبك في كل يوم متي رسمت اسمي المفردات .. كلما مررت بطريق كنا رسمناه .. كلما جلست قرب ربوة .. واد او شلال ، كل ليلة من شهر رمضان من كل عام، وكلما مر بك مشهداً يرسم ذاكرتك مجدداً عنوانه نقاء .. صفاء ..   

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com