|
خواطـر صهيل
فاطمة الحبيب صهيل من بعيد وصرخات من ثغر البركان!! ثم احترقت شمس الوجود... إنها عاشوراء، وحي السماء وإيقاع الملائكة وصرخة الدماء، تعود في زمن هي لا تغيب فيه، تعود لتولد من جديد وتولد معها رؤى النور وتنعتق معها الأرواح من لظى ليل المعاصي. يوم ليس ككل الأيام فهو اليوم الفيصل في الحياة. جرى وفق تخطيط القدر الإلهي فكانت الحرب وكان السبي وكان العطش وكانت الآلام، وكان أيضا الرأس المقدس خلف الشمس المحترقة يزغرد بألحان الآيات، يحفظنا بعين الحق التي لا تنام. إليها .. حملتني الريح ريحانة أغدو على خيم الولي الأعظم.. لأرى الخيام كزرع أخضر وبها النفوس الطاهرات، منابع النور، صبغة الله عليهم ومن أحسن من الله صبغة .. لأرى الشموع عمائد الحق المدوي في ظلام الحالكات .. لأرى الأشلاء صرخات الإله لكي تثور النفس على أوثانها.. وتجتهد في قتل أهواء الضلالة والعمى.. لأرى رضيع الحسين يردد ترنيمة الدمعات الظامئة .. لأرى الشموع الذابلات كما لو أنها ذوبان أعمار البدور الساطعة، لأرى زينب الطهر في عالم الصبر المعظم .. في ساحة الخدر المكرم، لأرى الحسين عطشانا غريبا .. في ثرى الطف وحيدا .. صامت الآهات، مغوارا غيورا. ناجيته... جدي حسين جئتك أبحث عن وجدي بين ذرات النجوم.. جئتك أبحث عن ورد خامل يحتوي آهات دهر قد كساه الحزن انكسارا من وجوم... ماذا جرى؟ كيف جرى؟ كيف استحيل النور ليلا أسودا؟ لم غالك الشر المقيت؟ لم حطم الأعداء كل أمل؟ سيدي، جئتك عاشقا من نهر الجنون الخالد، عريانا أصلي في محراب الدمع الدامي، أناجي جراحات الخد وطعنات الصدر والجسد المهشم، أفترش الورود علها تنسيني غصة الفراق، وفي نشوة الوجد انكشفت أمامي محاور الصبر والإباء والعدل والفضيلة، لتحنو علينا بفضلك الوافر فترعى بقدسك شيعتك المخلصة، وترسم لها خط النور وتزرع في طريقها زهرات الياسمين والأقحوان. أيا أمل الحياة وشوق قلبي.. قد فاض من كأسي الحنين.. أيا معشوق آياتي وحلمي.. حملت بين كفي اشتياق الروح إلى الوتين.. تبسم الفجر مجروحا، يلثم النور على قدس التراب.. بنية عودي .. لا تزيديني مصابا فوق ما بي من مصاب .. سلي زينب.. فهي ندى روحي العذب .. سليها علها تلفيك بآلامي جواب. أثقلت خطوات الأمل، في حيرة الأفكار أرسم دمعتي، رويت رؤاي نورا سيدي .. ليت الرؤى تدنو لوهجك ساحرا، وتحتضن الأحلام حقا أبيضا، فافتح لي بابك القدسي أرجو عفوك أيا فجرا شافعا.. فغربتي قد أصبحت ولهى تلوذ بذاتك القدسية الحرة.. لكنه أمر رب الكائنات .. بأن يكون الحسين سيد الشهداء.. ويصبح رمز المظلومين، وأمل المستضعفين، وهجيع الآملين، ومحط رحال المستغيثين .. بأن يكون هو معجزة فجر الحق والعدل والحرية والخلود، فسلام معظم على مطلع الفجر.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |