|
خواطـر كيلانيات .. لالـــش
عبدالكريم الكيلاني
ترتدي (يزدم) ملامح التجلي في وجوه هادئة، مثاباتها نفح من تراتيل البحر حين يلمسها السطوع ساعة السحر، تناسلت عبر الوقت لتنشطر منها شقائق (أيزد)، يبوح زرادشت بأسرار الولوج إلى مدارك البلوغ، ونوافذ مشرعة لا يمسسها سوء، يرمق مرابض (بيلندة) من ثقب صفحاته، لعلّ كلماته تتناسخ فيما بينها، أقدامها تعدو كلحظات الوقت، لترسم تجليّاتها على ألواح البياض، يغزل من ضفائر الشمس نورا يضفي سطوعه الأزلي على روحه الهائمة في جبل شنكال وباحة باشيك وعتبة بحزاني، حيث الخلود يرتدي ملاءته المزركشة بالجمال، يغترف من كورديّته ماء الانتماء للأرض الطيبة التي منحته سرّها، وأزاحت عنه تعب التاريخ، تتبعه السناجق السبعة أينما حل، سَلّمها مقاليد يقينه، فالقيامة غادرت ميناءه منذ أن جاءت النذور بترانيمها المعهودة ، يهبط على لالش، كفَراشٍ مبتلّ بأنين العصور ليذرف دمعته الملقاة على قارعة السنين، لالش، أيّها المُطارد من أشباح الوقت، أسدل ستارك عن الأسماء، وأجمع بنيك على مائدة واحدة، ,اكتب بحبر الشتات سفر النقاء، لالش، أيها المغمّس بماء الورد، دع مداك يفيض، دع أشرعتك تعانق نور الشمس، إنها قناديل الجمعة والأربعاء تحتفي بمراسيمَ بهيجة، تعانق (سر صالي) كما تعانق الجبال أفق الشيخان. يجتمع القوّالون على صحائف الزهد، السلام طائر يحملونه في جوانحهم، يختالون به أينما حلّوا، يرتشفون من ينابيع (كانيا سبي وزمزم )، يعمّدون قلوبهم بمائهما، ويطهرون أرواحهم برقراقهِ، يهمسون في جنح الليل للسكون، أنْ لا مناص من البياض، فالتاريخ يستبق ألسنة المتربصين، يحكي لروّاده أقاصيص حزينة لا زالت تنغز ذاكرتهم بأشواكها، تتدفق أنهار الحياة، تتشعب الجداول، يلتفّون حول أحلامهم، لن تصادرها ليال النوائب. غابات الزيتون تحمل حباتها فوق أكتافها، لتمنح المدى أفقا آخر لا صرير فيه..
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |