|
خواطـر الطين اللازب
صالح جبار محمد
في وعاء الرحم، ترتسم القرابين، نذرا حين تنسكب الذرات،لتتراكم بهلع، يوحي بالاحتباس .. بقيت تندلق في جوف، يبتلع المزيد .. بلا انقطاع، ثم هدأ التراشق ...
أحسست بالامتلاء، لكن قبضة خشنة، كانت
تدفع الذرات المستقرة، بشدة لتضع وتدا يغرس وسط الأكوام، والتي أهيلت عليه
ثانية ... تمنيت لو أني أرقد جوار نخلة،بالقرب من شاطئ النهر .. وأرى المراكب تمخر في عباب المياه المنسابة، باضطراب نحو الجنوب ... يقولون أن القوافل، التي ترحل إلى الجنوب، تحمل معها تمنيات الطين، لأنه كان في البدء .... هجست شعيرات امتدت بهدوء حذر، نحو جوانب الرحم، كان شعورا يشي بالحنين .. وفي الأصص المزروعة، تحمل التمنيات، عيونا تبحث عن وسيلة للهرب، من النزاع المستشري، في لوعة الأشياء .. حين يفز الطير من عشه .. نحو أفاق تمتد مع الشط المتدحرج في كريات بلورية، تعكس ألق النفاذ إلى تخوم الروعة ... فيتعرى الوجد، تحت ظل نخلة باسقة، ويبقى انثيال الغروب، يصبغ غابات النخيل، بلون الشفق المنسلخ من رابعة النهار .. تكتشف الأصص، لحنا ينحدر مع الخرير .. صوب المسامات المصوبة نحو السماء، من يكتشف الذات في هذه الساعة ..؟؟!! وما بال الشعيرات تهفو على طين الرحم، حين الاحتكام للوله، المغروس في أغصان الورد ..
حتى وأن جاور النخل .. ومن يصبغ كفيه بحناء الأزهار ..؟؟!! وطلاء الطين يحوي جلدي المفخور بالنار ..!!! مازال الطين اللازب، يحاور شعيرات الجذر المندس في أحشائه .. عن أخر جندي عبر النهر بسلاحه وغرق وسط النهر، وغاصت يده الهائجة من فرط الخوف، مع أشلائه .. والغرباء يدوسون الزرع، ويمضون غير أبهين .. لأنين العشب، وعظامي المكتوية بلهيب الفرن تتكسر.. تحت وطأة الإهمال المفرط، وتتبعثر أحشائي في الساقية القريبة ... فأظل ابحث عن الجذر المنتصب، كا لنصل في كتلة الطين .. وأبقى أتذكر أوصالي، المسحوقة بلا شفقة .. عسى أن أمنح فرصة أخرى للعودة إلى جوار النخل، ويسكب من جديد في وعاء القرابين، ذرات من تراب ندي ...
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |