خواطـر

صوت من يا ترى؟؟

 

منار العابدي

نظرت ليلا من النافذة فرايت الظلام في كل مكان.. لكن ما كان يجعل للسماء بريقا يغطي  ظلمتها هو لمعان النجوم.. فأخذتني تلك اللمعة الى الخيال..  حينها سمعت صوتا يناديني من بعيد.. من خلف تلك النجوم.. من السماء الصافية البعيدة والشديدة الظلمة واللمعان.. كان صوت النداء صافيا وواضحا جدا..  فسألت نفسي من يكون يا ترى؟! فأنا لم أكن قد سمعت هذا الصوت من قبل!! فسألته من أنت؟؟ من تكون؟؟ ومن اين تعرفني؟؟ فأجاب بصوت هادئ انا من أعرف كل الناس.. وأكون معهم أينما يذهبون.. وكيفما يكونون.. انا من يراني كل الناس لامعا لوني.. ويعرفني كل الناس بشهادتي على ما يحصل دون أن أبوح بالسر!!

وأنا هنا جئت اليوم لأخبرك أن من تنتظرينه سيصل قريبا!! فسألته وكيف عرفت أنني أنتظر أحدا قادما من بعيد؟؟ فقال: لا تسأليني .. هذه مهنتي.. وإختفى الصوت ولم أعد أسمعه.. بدأت أبحث عنه وأسترق السمع علّي أجده مجددا.. لكن دون جدوى..

فأستغربت ما حدث، وبقيت أتسائل في نفسي.. يا ترى من يكون هذا؟؟ حينها بدأت الغيوم السوداء تتجمع في السماء.. فأخفت لمعان النجوم.. وكان المطر بعدها فاصلا بيني وبين الصوت الغريب.. وبدأت حبات المطر تنهمر مثل خيوط السماء بكل رقة.. وانا أبحث في كل قطرة عن دليل يوصلني الى حقيقة ما سمعته قبل قليل.. إستمر بقائي امام النافذة طويلا وما كان للمطر أن ينقطع، وما كان للصوت أن يعود ويناديني من جديد..

حينها سقطت حبة صغيرة من المطر على طرف النافذة.. فحدثتني بهدوء وكأنها تخبرني بسر خطير.. قالت لي: أن ما سمعتيه ما كان الا صوت القمر.. فهو من يبقى ساهرا في حر الصيف وبرد الشتاء فيعرف كل ما يجري ولكنه يفضل الصمت دائما على الكلام.. وهكذا عرفت أن القمر قد زارني يوما وأخبرني من حيث لا أعلم بأن غائبا قد يعود. 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com