خواطـر

 

من أين آنت

 

مها الخطيب

سؤال دار بخلد رفيق السفر ...تعال نحتمل الطريق ونبعد الضجر ...نتبادل الأسماء المعلومات كل الخبر...دعني أسالك من أين أنت ومن أين جئت والى أين تمضي وكل تفاصيل ولاشيء غير التسالي وإبعاد الملل...فسالت ابدأ أم تبدأ لعبة... لم ادخلها بطوعي الا لأقتل ساعات مرت وتمر كالدهر...لأعرف ما يدور بخلد صاحبي الذي أسقمه سكوتي وحيرتي التي فاض منها النظر... فأجاب باسم اخبرني عن بلدتك بإشارات ورموز وسأخبرك من أي الأصقاع قدمت بسرعة وبأسرع من لمح البصر...أجبته انا من مدينة كانت ارض الحضارات والعلماء وكل العلم الذي حفر بالصخر...انا من ارض شرفها الله بالأوصياء والأنبياء وسال الدم الطاهر الزكي كالنهر...بلد عشقه البعيد والقريب وأشرق في سموات الخلود كالقمر...بلد تكسرت على حدوده جيوش ظلام وتناهت الى عظمته العظماء وركعت بين جوانبه أباطرة وقياصرة وتيجان...بلد حباه الله بنفط اسود جاري منذ الأزل...وتمر الذ والله الى قلبي من أصفى شهد...وبرتقال حاكى بلونه الذهب...وأعناب وطيور ومياه ورب الكعبة اشعر بجريان نهريها بين الشريان والقلب...هل أخبرك بنساء خلقن أميرات وأمهات أنجبن ما تشرفت بهم بلدان وأطفال ضحكاتهم كرقص الفراشات...

وإزهار وصحارى تراقصت الرمال وغنت باعذب الإلحان...هل أخبرتك عن ديمقراطية ذبحت وهي في المهد وليدة... هل أخبرتك عن سجون أبو غريب والمطار وبوكا والبقية ....هل أخبرتك عن مفخخات قطعن ضفائر بنت العامرية.... وقمن بتهديم منائر سامراء وضحكن على ضحايا حلبجة والبصرة وجسر الأئمة وشارع المكتبات...هل رويت لك حرية منحها الله لنا بعد عناء لتشنقها عمائم سوداء وبيضاء هاجرت بليل من حدود شرقية وغربية...هل أخبرتك عن أطوار بهجت وعلي الخطيب وسحر موصلنا الأبية...هل شاهدت صور ساستنا تتغنى بانتخابات زيف بعضها وبودل الأخر ببطانيات وملابس صينية... هل أخبرتك باني كتبت بوصيتي إلا لعنة الله على الكهرباء منحناها وزارة فطالبت بمجلس نواب...ومنحت أولادي الذي لم أرهم هم كتاباتي ونشر جنوني والإشعار... هل يا صاحبي معنى ان تهاجر إلى بلد لا تعرفه الا لكي تنام ظهيرة بدون حر او تشرب ماء بدون قذارة او تنعم بساعة صفاء مع الأحبة والأصدقاء...تكلمت وتكلمت وصاحبي مليء وجهه ابتسامة صفراء ام حمراء فقد تشابهت علي الألوان...الم أخبرك باني عرفتك من اول نظرة وشممت بين طيات سخريتك الكبريت والفوسفات وسواعد الرجال... انك وبلا ادنى شك من بلد ثكلته العروبة وذبحته ما يسمى بإمبراطورية حقوق الإنسان انك وبلا شك واكيد من العراق.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب