لقطة
عبداللطيف الحسيني .
يَرمي شَوكةً في الطريق , فتتكاثرُ الأشواكُ في
أيّ طريق تشاء : ذاك أنا حينَ أجرُّ الطرقَ خلفي
وأنا ألهثُ , فتسقطُ مني أصواتي لأعودَ كمَنْ
يلتقطُ كلَّ حبّات الرّمال طوَالَ الحياة.
تلك حروفُ اسمِهِ تبعثرتْ , ولم يبقَ فيهِ احتمالٌ
ليجمعَها , كلُّ مَنْ مرَّ بها سرقَ حرفاً , فبقيَ
يتيماً : ذاكَ أنَا حينَ أمرُّ و يناديني أطفالُ
حارتنا من فوق الجدران.....
يلتحفُ ظلّاً ليسَ له خبَّأ فيه ما قالَه العاشقُ
لشهقة عاشقةٍ حين مرّ بجانب نافذتِها وهي تتذكّرُه
بدمعٍ هتون , نفسُهُ اليومُ حينَ استجدى بظلّه
الرّطبِ ليمشي قبلَهُ مرّةً واحدة في الحياة .
كأنّكَ ظلالٌ تركتْ أشباحَها و ألقتْها في فيافي
الأرض تاركةً صوتاً متهجّداً .. متهجيّاً : ع – ب
– د - ا – ل – ل- ط – ي- ف .
نفسُهُ الصوتُ حين اقتربْتَ من مقبرة المدينة
ليلاً يصاحبُكَ ظلٌّ ليس لكَ يُناديكَ بصوتٍ لم
يسمعْهُ إلا ضوءُ السّماء الخافتة .....
يرسمُ صورَ القوارب مُضيئَةً ليدفعَها بأيّ اتجاهٍ
لا يشاء : ذاك أنا حينَ أحتدُّ .
يطبعُ قبلةً بيدِهِ خجولةً ويرميها في الطريق
فتزدحمُ الفتياتُ في الطريق ذاك : هذا أنا حينَ
أحبُّ الحياة .
alanabda9@gmail.com
النصُّ مستلٌ من " نحن الذين نسكنُ في الشمال –
مخطوط " .