|
شعر
كوابيس يحيى السماوي / استراليا
" كيف يستعيد العراق عافيته ، إذا كان بعض القائمين على أمره لصوصاً وتجار أقبية سرية ومضاربين في أسواق النخاسة الدولية؟" (1) في الليلِ ، حين حاصرتْ مدينتي سنابكُ التتارْ دخلتُ في جرحي . . . ولمّا طلع النهارْ صار دمي ساقيةً ومقلتي زهرةَ جُلّنارْ وفاضَت الأنهارْ دماً يسيلُ من عذوقِ النخلِ والأزهارْ (2) أَتّعَبَني الشوقُ وطولُ الليلِ والسكوتْ. . يُخجِلني لو أنني في غربتي أموتْ الأهلُ في قلبي وفي أوردتي رائحةُ الطينِ الفراتيِّ وفي حنجرتي نوائحُ البيوتْ فهل أنا الجُثَّةُ ؟ أَمْ مقبرةُ الأحلامِ والتابوتْ؟ (3) ما نفعُ عينينِ يشعُّ فيهما اخضرارْ إنْ كنتُ لا أبصرُ في مدائني غيرَ الدمِ المهدورِ تحت شرفةِ الليلِ وفي حدائقِ النهارْ؟ (4) يا سيدي الوطنْ يا أيها المتخمُ بالبكاءِ والشَجَنْ أَكلَّما نَجَوْتَ من مَذْبَحَةٍ ومن خناجرِ المُدَجَّنينَ . . جلادي العصافيرِ . . لصوصِ المطرِ الأرضيِّ. . . تُجارِ الدهاليزِ الذين أدمنوا سُلافَةَ الفِتَنْ وأستمرأوا الخنوعَ للوَثَنْ أكلما نجوتَ من مذبحةٍ يُهِّيئونَ الغُسْلَ والتابوتَ والكفنْ؟ (5) يا ظمنَ الدماءِ . . ما للوطَنْ مُتَّسِعٌ كالسماءْ . . وَضَيِّقٌ كالكفنْ؟!
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |