|
شعر
من هواجس الخلود
(( من يوميات ام علوية مع وليدها في المقابر الجماعية ))
عبد الحكيم نديم الداوودي
1 مزّقت للأبدِ شهقة الموؤدة العلوّية أستار سنين الظّلام لحظة دفن ابتسامةوليدها، بحافات الشفل معلنةً للعالم المتحضر، قدّسية التراب المعجن بأشلاء الأمهات بشوقها المحّلق كصدى الأبتهالات بها عَبَرت رصاصة المنايا صوبَ جدار الصّمت فانطقت ألسنة السكوت، هتافاً لرفع الريات، سقطَ الصّنم الأجوفُ وبدا عصر السقوط وانحسار اللئام رغم مكائد الجيران من نواح الدّم على المكارم سقط الصنم مهيناً تحت الأقدام قبالة قصوره الخاوية على عروشها من نهب ثروة البؤساء فغدا عبرةً قاسيةً بغابر التاريخ بلا زمنٍ من يقتل الّطفَل، ويقطع النّسل في الشهر الحرام..
2
وقفة فلسفية لمشهد التكوين
كان جّدنا الاول من طينِ كوزٍ لا من جنس اللهيب سبحان خالق البشريّة في صورة الإنسان، من يفقه كنهَ تسابيح الحجر ساعة عشق طراوة النبات فياأيها الساقي الثمل من خمرة التوّحد! وبسّرِ القبة الصّخرة وبجاه السماء، متى ستخّضر براري الروح المجدبة! بغيث الرحمة؟ ومتى سنطوي صفحة الحروب وتعمّ الربوع ابتسامات صباح الأعياد وقدوم الرخاء؟ ومتى يحين طعم وصل الأقتراب ومتى تعود الأسراب المهاجرة من منفاهاّ فنعبرُ عُسرَ ِمحن استحالة الحالِ الى محال ؟ فضاقَ افق الصّبر من ألم الفؤاد ومن طول انتظار القادم ببشرى الوصال.
3
دعاءٌ خلفَ قواطع الإعدام
الهي...! كمْ مضتْ من حياتنا المعذبةِ سنينٌ من الغياب فلم يبقََ شيءٌ من هاجس العقل غَيرَغياهب الخلود فاختبرنا النفسَ بثبات القلب من شدّة الخطوب وإغراء المناصب ساعة الاعتراف ثملاً بلا وعي لأكذوبة الصّراع بين اليسار واليمين والقفزَ فوقَ الأباطيل لعبور متاهات الكمال فما نفعت أمام القَدَر، ومن قساوة زوّار الفجر خشوع عبادة نصف الليل فلغزٌ إذن هي الدنيا، وكما الموتُ وهكذا ياالهي، سّر الخلود.
4
السجينٌ الأنفرادي بينَ قطيع الذئاب
كم مرة ايقضني في الرؤيا صوت كبلال الرباح بالثباتِ فاسمعوا لورد قدّيسة شهيدة بالصّلابة من قسوة التعذيب ومن وقع أقدام السّجان ومن ثبات نبض الفؤاد ومن نار شهوة الانتقام ومن زمن السّجن المورث للأسقام ويركب الموت البطيء صدر صاحب الصّنم كوابيسٌ من صراخ النسوة والأطفال ويرحل بعيداً قطار السلطة بلا رجعة وتبدأ ساعة الحسم وطي صفحة زمن الكرباج من بداية قهر الخليقة لآخر لحظة خنق الحرية والمنعَ بالملايين المهربة من صيرورة الإنسان كمشعل للمحبة العراقية النقية هي عنوان للبناء، وانشودة الرّوح لزمن الانتصار.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |