شعر

  

الصبيّ الراعي

 

هاينريش هاينه   ( 1797-1856 )

ترجمة د. بهجت عباس

babbas@rogers.com

 

إنَّـه حقّـاً لَمَـلـْك ٌ   ذلك الرّاعـي الصًّـبيّ ُ

عرشُـه تلّ ٌ رحيب ٌ   أخضر العُـشـبِ نـدِيّ ُ

ولـدَيـْـه الشَّـمسُ فوق الرأسِ تاج ٌ ذَهَـبـيّ ُ

 

********

 

وحَوالَـيْ قدمـيهِ      غَـنمُ التَّـلِّ الخصـيبِ

تَـتـلوّى مَـلَـقـاً للسَّـيِّـدِ الرّاعي الحـبيبِ

وبلـونٍ أحمـرٍ قد حمـلتْ رسـْمَ الصَّـليـبِ

لـكنِ الفـرســانُ هـُمْ هـذي العـجــولُ

باخـتيالٍ وبـزَهـْوٍ      تـتَخـطّى وتَجـولُ

  

********

فرقـة ُالتمثيل كانتْ    ماعـزَ الـتَّلِّ النَّـكِـرْ

وكذا سِـربـاً مـن الطَّـيرِ وحَشـداً منْ بَـقرْ

بالمـزامـير وبالأجـراس مـنْ دون حــذرْ

شكّـلـوا جَـوقَـةَ موسيقى بلمـحٍ منْ بَـصرْ

 

********

 

أخذتْ تعزف لحـناً      بغـنـاءٍ ســاحـرِ

شارك الشَّـلالُ فيهِ      بخـريــرٍ هــادرِ

وحفـيفُ الشَّـجر التـنّـوبِ *مِـلؤُ الخـاطرِ

وقع المَـلكُ سريعاً      فـي سُـباتٍ قـاهـرِ

 

 ********

عنـدَ هــذا كان أمـراً واجـباً للسـيْـطرة

أنْ يـنـوبَ الكـلـبُ بالحُـكمِ ويقضي وَطَره

بنـباح ٍصَعـقَ الـتَّـلَّ الصَّـدى واهتّـصرَه

 

********

 

تَـمْـتمَ المَـلـْكُ الصَّـبيّ ُ بنعـاسٍ ظاهـر

" إنَّ هـذا الحُـكـمَ صَـعبٌ، مـا أنا بالقادرِ

أه! لـو عـُدتُ إلـى بيـتي، إلى مليـكـتي

كنتُ أحـظـى بهـدوءٍ وحـنـانٍ غـامـرِ

 

********

 

أرتمي بـيـن ذراعـيْـها بصَـمْتٍ وسُكون  "

واضعـاً رأسـي بلـطفٍ دون هـمّ ٍ وشُجون ِ

وأرى ممـلكتي في سـحـر عيـنيها الدَّفـين " ِ

 

 

شجر التـنّوب : من فصيلة الصنوبريات    

********

 

هاينريش هاينه

ولد في مدينة دوسلدورف، ألمانيا من أبوين يهوديين. وفي سنة 1816 ذهب إلى عمه الغني في هامبورغ ليدرس التجارة، ولكنه اشتغل في مهنة حرة على حسابه الخاص، فأفلس في عام واحد. بعد هذا موّله عمه ليدرس القانون في جامعة بون، تنقل بعدئذ إلى جامعات عدة إلى أن حصل على شهادة الدكتوراه فيه عام 1825. ولكنه كان مولعاً بالشعر والأدب والسفر كثيراً. فنشر ( كتاب الأغاني ) عام 1827 ، إلاَ أنه كان يكتب مقطوعات نثرية ساخرة، وأهمها ( صور سفر هزلية ) إنتقد فيها بعنف بعض الآراء والمبادئ التي يتمسك فيها بعض الناس. ثم انتقل إلى باريس يعيش من المقالات التي كان يكتبها في الصحف الألمانية والفرنسية. وفي 1848عام  أصيب بمرض جعله يلزم الفراش حتى وفاته عام 1856 ولكنه أنتج خلالها أجمل المقطوعات الشعرية.

 

                                                 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com