حين رميتني لوحلك
لم أشتكي أليك
الزمان
وراهنت عليك
بعمري
وخسرت الرهان
كنت حلما عاريا
عرسا
شبقا بين شفاهي
وأختفيت
بأي القوافي
أرتحل منك أو
أليك
أنصت ....أنصت
فعند حشود النخل
المكتظ
كنهد مراهقة
بدوية
رأيتك تلهو
تقطف ثمار عمري
المبعثرات
ناديت عليك
بحروفك قاطبة
فلم تسمعني
أضأت العين ورفعت
الراء هلالا
وأوقدت الألف
شمعة عرس
وملأت القاف
دموعي ولم تجبني
كنت تلهو مرحا
تقطف ثمار عمري
ناديت ثانية
ونادى حشود النخل
معي
ولم تجبني
...رحماك ماذنب
القافية
أن تهجر شعري
ماذنب الدمع يسكن
جفني
لم تمنعني من حبك
وتحرض كل الورود
أن تهجر عطرك
* * * * * *
حين رميتني لوحلك
بقيت وفيا للنبض
وآثرت الصبر
أشعلت الروح
سراجا في دربك
أنهكني دربك
أتعبني دربك
أتعبني الزئبق في
عينيك وقلبك
ياكل الحب بدربك
وكل الموت
وكل ضجيج العالم
وكل الصمت
ناديتك وحشود
النخل فلم تسمعني
كنت تلهو ترقص
طربا
تقطف ثمار عمري
من بساتينك
المظلمات
برغم حشود النخل
كنت أراك
يغطي جبينك سعفها
المستفيض
كنت قريبا من ظلي
بل ظلي أنت
قريبا كنسيم
الصبح على وجهي
كرائحة الخبز من
أمي وحزنها
العتيق
وككبرياء أبي
تشد خاصرتي أليك
بحبال المسافات
وتغلق كل نوافذ
الريح بوجه
الذكريات
هل أعتد غيابي
كنت أراك تظهر
قمرا بدرا
تسبح كالفضة في
الليل على الفرات
تشع ومن خلفك
شعرك النخيل كشعر
البنات
مشغولا تقطف ثمار
عمري
ولاتجبني أهتف
...أصرخ
ولاتجبني وأختفيت
في بساتينك
المظلمات كبنت
لعوب
* * * * * *
من بين حشود
النخل المسطف
كجيوش العالم
قاطبة كنت أراك
تشهد واقعة الدم
المتطاير
كجراد المواسم
على الحقول
تكتب الأحداث على
الجذوع
وتمسح بخرقتك
الباليه نزيف
الورود
في بساتينك
المظلمات كنت
أراك تصلي
والنخل يصلي وراك
تدعو والنخل يدعو
وراك
تبكي
والنخل يبكي وراك
حلو طعم دموعك
* * * * * *
في الصبح أراك
تشق ثوب الضباب
وتقفز على تلة
الراحلين
وحين ألوح أليك
تقفل راجعا
وكأنك تختبر
الشوق في عيني
شد رحالك الى
قلبي
فلا عزم لدي الآن
بعد أن وهنت يدي
شد لهفتي الذابله
ليديك
شد نظرتي السائله
شد دموعي
وشد شموعي شدها
أليك