ihsanalsamawy@hotmail.com
تَطايرَ الحلم في مداه ،
صادِعاً كالوداد ، فراتاً كالخليل
تدفقَ إلى الفؤادِ
على سَريرةِ الثنّاء
ذلك الذي يُفصّلُ لنا السعادة َ
ديمومة ُ البقاء .
تأَبَّط َ حزنهُ ، نعيمهُ الدائمَ
سائراً في الأرضِ يبحثُ عن مرساه
ليجنيَ لعظامهِ الزهور
على تربٍ في الضياع .
تَدنَّى المسير إلى هاويّةٍ
كحياةٍ بلا مَسَرَّة
صاغ على جسدهِ رفات الحديد
يصرخُ باليأسِ أَن يُزهِر .
تجهمَ الدهرُ ميراثَ الغريب
قسماتهِ كمنفى عاجلهُ
وأرضٌ جردتهُ
من أطوارِ أَسَاوِدها .
تمنحُ القصائد
من يتحسس اخضرارَها
أجنحة ليعبّرَ للريح ِ عن حريته
لكأنَّ الوحدة َ سيفٌ على عنقه .
تلاقى الأبيض والأسود
فأصبحا رماداً
أقفلَ مزاليجه .
تخضّبت الطفولة ُ
بصبابةِ الحلم كإكسيرٍ لا يسمى
مَن يملك هذهِ الومضة َ النذير ؟
.
ثغرُ القمرِ استلقى على
الأغصان ِ ، يضوَّعُ الدفءَ على
عظام ِ النهار .
ثمارهُ أزقة ٌ ملآى بنصاعةِ
البيّاض
يُمسِّدُ بضفائرهِ على الأشباح
غير آبهٍ لبوصلاتِ النذور
لمَ يَثلِم ظلّنا بمذراةِ الجزر؟
.
ثاقبٌ وَجهُكَ كما الحزن
يُوقعُ هذا التجانسَ
على أجوبةِ النوافذ
كما هلآك يطفو على الغريق .
ثنايآكَ تُسعِّرُ الصراخ
كمَسلاةٍ تُرهقُ ضاحكيها
أعلنت قبلَها للستارة .
ثمَّة َ مَن يُشرِّككَ أسرارَ
الترقبِ
ويحصِدُ من الآفاق
ما زرعتَ في حقيبةِ الصبر
كأنما تأوي الحكاية ُ
لأحضان ِ السَّراب .
ثرثرة ُ السحابِ لا تبرقُ لوجوهٍ
تعكسها المرايا كصخور ٍ
على فضّةِ الفارس ِ الهاربِ من
جسده
لا أحد يَغدقُ عليه بضوءِ المديح
ِ
يتدلى عارياً من أعِنَةِ
المشَاجِب .
ثريٌّ من تحزمَ بشاهدةِ قبر ٍ
خوفاً من العزلةِ
وتجرعَ هذا الأِرتباكَ الكائنَ في
موته
فليُّحي من يوصلهُ بهِ .
ثأرٌ على بدء
كمصابيح ٍ لا تُغني عن امتدادِ
الشَّغَف
منحَ قلبهُ زوابعَ الأمنيات
على أرصفةٍ تهرِّبُ أقدامهِ
كنصال ٍ ملآى بالمقتولين
مَجبُولة ٍ بالصمت .
*
مقطعين من قصيدة طويلة
من صومعتي هولندا المنفى- الحزن