طوّحت خصراً وهزّت كتفين

علّ في الرقص لِهَمٍ معتصـرْ

 ومضت تعزف لحن الرافدين

فبكى بين المقامات الوتـــــرْ

رب دمع قد عصى اذرف عين

إن يكن في طوعه ذل الكِبرْ

آه     يابغداد    آه     ثم   آه

ليس  في  حبك  للذنب عِذ َرْ

أخذ  العاشق   ماكان  اشتهاه

ومضى نشوان لايلوي نظرْ

مالكفيك   وصبرٌ     كالممات

ما   لأفلاذك  من  غير  وَزَرْ

ذهبت روحي عليهم حسرات

قد هَمو فيك كما يهمي المطرْ

انت  يابغداد  اصلٌ  والفروع

بين من يسقط او يقضي وطرْ

ربما  تذهب  او تأتي  الجموع

انما     يبقى     اليك   المفتقرْ

امك   الخيل   بيوم      الاقتداح

وابوك السيف في ضَرْبِ القَـَصَرْ

لِبنوكِ  الأُسْد   اخلابٌ   رماح

ضفرت قلب العدى يوم الضفرْ

 يابني  أمي   ويا امي   هناك

زاحم الشوق دموعي فانحسرْ

كيف والحزن سلاح فيَّ شاكْ

هل لنفسي  من  مراميه مفرْ

ليتني طيرا  فاختار الجنوب

ثم  آتيكم  على  ضوء  قمرْ

عابرا كل مطارات الخطوب

رافضا كلّ جوازات السفرْ

أين من اهلي ومن كل الصحاب

خبر  ارجو   به   العين    تـَقـَرْ

غربتي  طالت وقد طال الغياب

لهفي  يرنو الى ذاك  الخبرْ

فاذا   ماشُرّعت   للعود    باب

واتاها  الصَّبُ  من  غير  حذرْ

سرت بالدمع كما سار السحاب

ثم   امطرت   بواديها    نهرْ