أنت نسل الكتابة
نسل النبوة
نسل المحبة
فاتحة الزمن
الرافدانيّ
وظل الله على الأرض
أنت النهر الأول
ورغيف
التوحيد،والقربان
الأزليّ
مازال اسمك في اللوح
المحفوظ
يعلمه الله لآدم،
هذه الأرض للشهداء
فأنبئهم أسماء
المقتولين
وأسماء المذبوحين
وأسماءالمغتالين
وأسماء الأولياء
وأسماء الله الحسنى
مازال عليّ في
المحراب يصلي
مازال ابن الخطاب
يقول:
أقضانا ابن أبي طالب،
والشمس مازالت
تصعد،تصعد
حتى يتوضّا كل
الشهداء
ثم يصلون خلف عليّ.
كانت الحلة بدءا
كانت أمّا تجمع لحم
أبنائها المذبوحين
في أربيل
وبغداد والبصرة
كانت تعرف أنها سوف
تنجب أطفالا آخرين
سيأتون مع الفجر،
أصابعهم تعرف القاتل
والقاتل أعمى
لايعرف أنه يقتل عشبا
يمتد الى أقصى اللون
الأخضر.
كانت الحلة بدءا
كانت مئذنة
تتشكل من أزهار
البرتقال
ومن خبز الأيتام
وما نثرته القنابل من
ملح الزهراء
وكانت مئذنة
تستنشق رائحة الله
آناء الليل وأطراف
النهار.
كانت الحلة بدءا
كانت نهرا يجري من
أقصى كردستان
الى أقصى الحلة
يحمل الناجين من
الخردل والمقابر
والجوع
حيث الوطن فراغ من
الاسمنت
وحشد من
الأعراب،يقولون آمنا
ـ قل لم تأمنوا
كانت الحلة فسحة
للناجين من الأعراب
والخردل والمقابر
يستسلمون الى النوم
بعد سكوت القنابل
والقاتل أعمى،
يشحذ سكينه قبل طلوع
الشمس
ويذبحهم وقت الظهر،
والقاتل أعمى،
لايبصر روح الله،
يرف على جسد
الرافدين.
كانت الحلة بدءا
كانت قمرا يولد في
أول ساعات العمر،
يأوي الأطفال اليه،
عند اقتراب الفجر
وعند اشتداد الحرب
وعند اغتيال
المدينة..
اذ يفتي الفقهاء بقطع
رؤوس المآذن،
والنخل،وذبح الأنهار
وأشجار اللوز،
وكان القاتل يكره
الشهداء وصوت الأطفال
...
...
القاتل أعمى
لم ير كيف نزل ربك
واحتضن الأطفال وآوى
الشهداء وأعطى.