|
شعر وجد "إلى مدينة السماوة: جنتي وجحيمي" يحيى السماوي / استراليا
كاللصِّ … في حَذَرٍ أطلُّ عليكِ من ثقب بذاكرتي.. أرشُّ على صباياكِ التحايا والنعاسَ على جفونِ العاشقينَ وأرتدي في غفلة من شرطةِ الطرقاتِ ثوباً من ترابِ الدربِ ألثمُ وجهَ أمي نخلةَ البرحيِّ وسطَ الحوشِ أفترشُ الحصيرَ الخوصَ أو ظِلاً بركنِ ………… ………… ………… كاللصِّ أدخلُ خلسةً بيتي وأدعو للعشاءِ الجارَ: خبزٌ دافئٌ كالدمعِ تمرٌ أنضجتْهُ الشمسُ قبل أوانِهِ لَبَنٌ خَضيضٌ –ذاك بالأمس العشاءُ- وربّما زادَتْه أمي بالدُعاءِ العذبِ عافيةً وزادَ الدفءَ فنجانٌ وعزفُ ربابةٍ ما كان أعذَبَهُ عشاءَ الأمسِ ! كان الفقرُ يُشْبِعُنا ويُلْبِسنا ملاءةَ مُطْمَئنِ ! ………… ………… ………… كاللصِّ في حذرٍ أغادرُ شرفةَ الأحلامِ توصِدُ ثقبَ ذاكرتي خيولُ الصحوِ مَنْ لي بالنعاسِ لهدبِ ذاكرةٍ وجفنِ ؟ ………… ………… ………… ومَن الذي سَيَردُّ أخيلةَ السماوةِ …. نهرَها … أُمي … وجارَتَنا المضاءةَ بالأنوثةِ … نحلةَ البرحيِّ … دفءَ الأمسِ عنّي ؟ ………… ………… ………… لو أنَّ جذري لم يغادِرْ طينَهُ قسراً لما شَيَّعْتُ غُصني واسْتَنْبَتَ الصُبّارَ بستاني ودمعَ الوجدِ دَنّي … عَتَبي ؟ على قلبي … استجرتُ بهِ .. ولكنْ لم يُغِثْني ! تَعِبَ الطريقُ من الخُطى وتعِبْتُ من قلقي وظَني … فَتَدَثَّرتْ بالصمتِ حنجرةُ المغني ! حتّامَ أغرسُ في مفازاتِ الضَياعِ حصى التمني ؟
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |