ريا عاصي / بغداد
rayaasee@hotmail.com
في أول العمر كان كل شيء يشبه
قطرات الندى
صاف دون شوائب
وكذلك الروح
كانت أندى وأرق
كنت أفر دوما لصومعتي
مع ألعابي
واركض بعيدا
اتطلع للجبل واود سبر اغواره
اود لو اتسلقه
كنت احلم بالغيوم
وكنت أعتقد ان مصدرها واحد
من كوخ صغير في قمة الجبل
مدخنته لاتتوقف شتاءا وصيفا
كانت مخيلتي ترسم لي
عجوزا وعجوز
يسكنان تلك القمة
وعملهما الوحيد في هذه الدنيا
صناعة الغيوم
مهمتي ان ارسم الغيوم
هذه غيمة يركبها صديقي عتاب
عتاب غادر الدنيا ولم يعد
وغيمة اخرى ارسم فيها بيتا جميلا
تقطنه رفيقتي السمراء ذات الظفائر
الطويلة
ظفائرها كانت تعاكس جاذبية الارض
وغيمة اخرى العب بها لعبة الثلج
حيث ادحرجها
كرة تركض بسرعة وتكبر
آخذه معها بيوت الصغار
لتصبح غيمة كبيرة
تمطر من بعدها
ليشرع العجوز في صناعة الغيوم من
جديد
تلك لمحة من طفولتي
احببتها
وكنت مثل من ينظر للعالم
من صندوق ابيض كنت اسكنه لوحدي