|
شعر في الطريق إلى الحياة
رياض الغريب إلى العامل الميساني الذي استشهد في تفجيرات ألكاظميه
(لن يعود بالخبز هذا المساء) رماد الأرض في أفق العويل انتظار هبي انك لن تدعيه يرحل ذاك الصباح هل كان سينجو من محنة الموت جاء من الجنوب على ظهره ثقل وعيال ثلاثون عاما جائعا وما قال غير الأنين يدخن في صدره لا تسمعه حتى الضلوع لأنه لوح في مغيب الجنوب لأنه الاهوار التي جفت وما عادت ترطب روحه بالا غنيات لأنه الموال الذي رافق رحلته الاخيرة إلى بغداد وبغداد واسعة والرزق ضاق يا عراق
2- الجنوب صدا كان محمد الميساني يحب الغناء والبكاء لكنه يكره المدرسة لذا ظل في( مشحوفه) يصطاد السمك ويغني وحين تزوج وأنجب كومة عيال جف ( الهور) والغناء أصبح في فمه بكاء لذا أيقن إن الغناء يعني البكاء وان الطريق إلى المعنى يبدأ بأول طفل شم رائحة الهور وتثاءب في وجه القمر المهرب إلى مدن ذهب القصب عصا الحقيقة فيها والحقائق تعني الغربة والتشرد في طرق معبدة بالغرباء الذين يشبهون السوط لذا فضل ان يبقى يدفع( مشحوفه) في الليل ويغني فتسمعه الزوجة والأبناء والجيران في الطرف الآخر
من له في محنته غير الله البلاد هناك لهم بشوارعها ودجلتها ومساءاتها ونهاراتها حتى الغناء لهم ومحمد الميساني لا يعرف سوى أغنيات الجنوب والجنوب هو الجنوب
3-
قال لها أسبوع واحد وأعود لن أطيل سآتيك بثوب جديد وخبز وفير يقال في بغداد الحياة دعيني أرى لعلي الملم الفضة من شوارعها واحصد الذهب من مساءات دجلتها وانعم بالرخاء أحرام على الجنوبي أن يرى شمس البلاد بين يديه لو مرة واحده
4- في أول يوم له وفي الطريق إلى الحياة صادفه المفخخ لم تكن صدفة لان المفخخ يكره الجنوب ويكره الاهوار والغناء وتناثر الهور في الطريق قصب هنا غناء هناك وسمرة لونت وجه الصباح ملابسه رائحة التعب في ضلوعه بقايا ما عبأ في صدره من مواويل كلها معه في نعش عاد إلى الجنوب وحين شم رائحة الهور غنى لكن الزوجة لم تسمعه والأولاد والجيران في الطرف الآخر لذا ضج قاع الهور بالعويل وصاح ( يا خوي يا غربتنا)
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |