شعر

جثث في العراء

 

رياض الغريب

riyadhalgharib@yahoo.com

 

الى على محمد فخري وشهداء الشامية الذين اغتالهم الارهاب على طريق ال 160

  

قبل أن يغادر

قبلّ زوجته وحدق بالأولاد طويلا

كانت ( الشامية) غافية

والأصدقاء بالانتظار

لم يكن يعلم

أن الذباح

على طريق أل 160

يعد له خطة محكمة للموت

لاشيء

فقط لانه من الجنوب

ولان سمرته مغمسة بالوجع

 وانين الفقراء

واسم علي في الآذان

كان علي

أفقر خلق الله

بروحه

هوايته

المشي إلى كربلاء

والركض في الأربعين

وحين يعود

تغسل زوجته قدمين متورمين

وترش الماء بباب المنزل

عند الغروب

أصدقاءه

باسم

وعصري

وكاظم

والشامية تعرف الجميع

تعرف رائحة الشط

في ليل صيفيها

 وتعرف أحلام الأبناء

قبل الحقائب والوداع

وتعرف إن قبر زينب بعيد

لكنها لم تمسك بالأبناء

وهم يغادرون

وهم في ذاك الغبش يلوحون لها

صاحت( يمه وين مودعين)

لكن صوتها ذاب في أفق مخنوق

 

2-

 

لا تلتفت إلى الوراء

لن يعود إليك

في التابوت ينام

وقد فسخته الشمس

خمسة أيام على الطريق

والذباح

يتبجح بالقتل

ودشداشته القصيرة

قرب الجثث

جثث في العراء

تحدق في السماء

سماء البلاد

لن يعود الاب عند المساء

أغلق بابك ونام

الأولاد يذهبون إلى المدارس

وأنت تذهب إلى المقابر

تشم تراب القبر

وتذ كر علي

ستمشي إلى كربلاء

 وتركض في الأربعين

 وتعود لام بقدمين متورمين

وتغسل

وترش الماء

كعادتها

عندما كان يعود

لن يموت علي

 والذباح سيرحل ذات صباح

من البلاد

ودم علي والأصدقاء

على طريق ال160

سيبقى يطادره

ويلاحق الباقين خلف الكلام

يتسترون بالبلاد

والرمال

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com