|
شعر
معنيٌّ بكِ أَيّتُها الأُنثى – البلادُ المستحيلة
لستُ معنياً ... بأسمائكِ المُستعارةِ والمُعارةِ ... المُلغَّزةِ ... الغامضةِ : كأقنعةِ الظلامِ غرفِ الجنرالاتِ وقلبِ اللهِ . لستُ معنياً بكلِّ هذا ولكنني معنيٌّ ... بروحكِ النافرةِ الساحرةِ والبريةِ مثلَ نمرةٍ ... أَو غزالةٍ تضيقُ بجموحها البراري والغاباتُ والينابيعُ ولذا تهيمُ روحُها كما حمامةِ ضوءٍ أو كما برقٍ مُكتضٍّ بالرغباتْ وأمطارِ الغوايةِ وعسلِ اللذاتْ . ومعنيٌّ أنا ... بقلبكِ العذبِ ... الطفلِ ... المجنونِ ... الحكيم ...العاشقِ المشاكسِ ... المقهورِ ... والمهضومِ على البلاد البلاد – الأُمهاتْ البلاد – الأَراملْ البلاد – الخساراتْ البلاد – الذكرياتْ البلاد – القاتلة – القتيلةْ البلاد – أُمُنا الجليلةْ البلاد – المستحيلةْ . وأنا معنيٌّ ... بدمكِ الإقحوانيِّ ... الحارِّ... والمحروقِ من فرطِ العناءِ والغباءِ والهراءِ والوباءِ والحماقاتِ والشكوكِ والظنونِ والهزائمِ ...وشتائم العورانِ والغلمان والبرصانِ والحيتانِ والغيلانِ ( والثعبان ) والذؤبان وأشباهِ ... شبيهاتِ النحسِ والنسوانِ .... شتائمهم وإتهاماتهم الفاقعة - إنها .... - إنها .... - إنها ... لا ... بلْ ... إنها آفةُ هذا الخرابْ وهذا الرهابْ والزمان القمئْ . - إنها عشتارُ إنها شبعادُ إنها زليخةُ إنها بلقيسُ إنها سُجاحُ إنها النارُ والرياحُ - إنها ... - إنها ... ويا ...للاسى المُرِّ ياللخيبة السوداءِ وياللفجيعةِ البربريةْ كلُّهم تناسوا بأنكِ عراقيهْ وبأنكِ ابنةُ اللهِ واللهُ عراقيُّ ولذا اصطفاكِ أَيَّتُها الرسولةُ البهيةْ * * * معنيٌّ أنا .... بجلدكِ ... يتلألأُ كطينٍ فراتيٍّ أو إيوانٍ كربلائيٍّ أو كحقلٍ يخضوضرُ عشقاً كُلَّما نثَّ عليهِ مطرُ العافيةِ أو كُلَّما إنثالتْ عليهِ بروقُ الشهوةِ وشلالاتُ الحليبِ سواقي الأُمومةِ والحنينُ الطهورْ أنتِ آيةُ النورْ أنتِ البذرةُ الأُولى روحُ اللهِ تربتُهُ الكريمةُ وكانَ اللهُ مشغولا بتكوينكْ وتدوينكْ وتأويلكْ وتنزيلكْ ليكملَ معجزَ الخلقِ وكنتِ لآدمَ المهجور جنّتَهُ ومحنتهُ وكنتِ لأنكيدو حضارتَهُ وفرحتَهُ وكنتِ للعراقي - الأبْ هيبتَهُ وزينتَهُ وكنتِ ملاذَهُ المعمورْ سلاماً .... يَتُها الأُنثى سلاماً يابلاد النورْ * * * معنيٌّ أنا ... بإشراقاتكِ الكوكبيةِ وتجلياتكِ ... أَحلامكِ جنوناتكِ ...ورغباتكِ المستحيلةِ . معنيٌّ بكِ ... ودائماً ... أَستحضُركِ ... نخلةَ عشقٍ أَتفيأُُكِ أو أحضنُكِ أو أَبكيكْ منكِ عليكْ . * * * وأنا معنيٌّ ... بأساوركِ السومرياتْ وبأقراطكِ البابلياتْ وعطوركِ وحناءكِ وخواتمكِ الجنوبياتْ ومعنيٌّ بقمصانكِ التي خاطتْها أو حاكتْها حشودُ ملكاتِ القزِّ وأميرات الوزِّ والأَيائلُ والبناتْ البناتُ اللواتي تعلّمْنَ منكِ آياتِ العشقِ عشقُ الفتيانِ – الفقراء الفتيان- الحالمينْ الفتيان – الرافضينْ الفتيان – الباذلينْ ؛ عرقَ جباههم ودمَ حياتهم ويرتّلونَ بكرةً وعشيةً : - موطني - موطني - موطني ( الله ياوطني ياغنوه بشفافي ياهيبتي وجنتي ياديرة أَسلافي ياطيفي يازمني ياوطن يشغافي دوّرتْ كل الارض ومُغْترب ومنافي ماشفت مثلك وطن يحنين ودافي أكَول أَهواكْ كل الهوى والعشك ويّاك مو كافي صدّكَني ياوطني أهواك من نطفتي ( ومن جنت آنه جنين) ومن زغري آنه جنتْ أحضن ترابك حَضِنْ ... وبكَلبك أَركض حافي إنتَ ضوه روحيتي وانتَ ملاذ العمر وانتَ نبض خافقي وانتَ الهوه الصافي الله ياوطني من مايك آنه صرتْ ومن طينك تكوّنتْ وآخضرت ضفافي ومن عودي شبّ وقوَهْ ضمّيتك بداخلي وشلتك على جتافي وَهَمْ هذا موكافي ياتاج راسي وحكمتي وزمني الله ياوطني ) * * * و ... معنيٌّ أنا ... تماماً بكينونتكِ وكيانكِ وكونكِ ... أنتِ – أنا كائنانِ جاءا هذا الكونَ كطيرينِ ضوئيينِ وسيغادرانهُ كطيرينِ عاشقينِ نحوَ الأَبديةْ .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |