شعر

 

أقـْرَاط وفضائل *

إحسان السماوي

من صومعتي – المنفى الحزن

ihsanalsamawy@hotmail.com

 

جَنَّ الليّل على مسالكِ سهراتنا ، حمى التسكع المشوب بالفرح .

 

  جناحهُ يمتطي المنحدرات

يُوطد ارتفاعهِ دون جدران

يبحثُ عن حجّةٍ للوداع .

 

جنانه كأيام تسري بتؤدة

مثل فيض يهرّب طيف الذعر

وفي حضرة الصمت

بنى أملا ً بلون ِ الصبا

وحيداً يؤاخي شررَ المطر .

 

جسَّ ألمه ودعاه أن يلبِّثَ فيه

كأنما يَبري فطنة الشوق

ورؤاه تغزو ممالك

على سفوح ِ الأماني .

 

جذوّة بوجوه زرقاء

تخيط أزرار المدن بالبهجةِ

وتعفرُ الحدائق بالأنهار ِ

مُطرزة ً بالنجوم .

 

جسوره صدأت مشياً

لكيما تنشر عشبهُ للوعود

يلوّح للعشق بنيازكه

مبتدأ ً تكرارهُ تحت قميص الظُّلمة .

 

جَلدٌ كطائر أسطوري

أهدى طيرانهِ لنثار ِ الذكرى

وغضبه للرحيل .

 

جدولٌ يَصُبُّ في موتهِ الصباح

سَحرٌ مرهفٌ بالسهراتِ

يَضنُوا كما الحزن

ويَكتمُ سحنتهُ للندى .

 

حين تتباهى الرياح تنبتُ دهاليزٌ على صهوَّتـِها .

 

حبَّذا تطلُّ على مفارق ِ الطرق

حبَّذا تسرِّبُ أعشاشَ الرماد

حبَّذا تنفثُ الغربة على ركام ِالرميم

فللمنايا نوافذ .

 

حربٌ تقطر دم مغبر بموت

ومثل أربعين من تشظي الروح

أسكن شارع مستعار .

 

حشود من عبق تَدبُّ على المساء

كأصداءٍ تـُعِدُ تلاشيها في العدم

تغتسل بمياه لا تغمرها الفطنة .

 

حوار بين الحبّ والشناشيل

يُعاني أزمنة مشوشة بصفات الملح

بينما روح الألفة تزرع أشجار المودة .

  

حمل جذورهِ

في قطارات بلا مرايا

يتعقب الأمل على هضابٍ

تأوي إليها الجراح

هاربا ً من المشاذب .

 

حاكت للأشرعةِ سفن

غيّبت محاريبُ الطفولة

في مدن ٍ أطوارها صقيع

يا أيها الغريب

كأن موتكَ بلا أثر .

 

حرِّثـُها حبرٌ لأيام ٍ لا تستقيم

والطرق تتوالى

كأنما غيابٌ فاض

وفصولٌ تبرقُ على الصواري

تتدلى من قمم الإنتظار .

 

 

* من قصيدة طويلة بهذا العنوان

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com