شعر

الفراق

 

الشاعر مصطفى المهاجر / استراليا

malmohajer@hotmail.com

"الى عادل القاضي محلقا الى منفى جديد"

سِراعاً

سيهربُ من وردةِ الروحِ

هذا الأريجِْ

***

سِراعاً

ستزدحم الكلمات الحبيسةُ

و الدمعُ

و التمتماتُ

و يخفتُ حدَّ التوجعِ

ذاك الضجيجْ

***

سِراعاً

سأشعرُ بالبردِ

من أين تاتي رياحُ الصقيعِ

الى غابةِ الروحِ..؟!

ما ثمَّ بين الأناشيدِ

و الأغنياتِ التي صنعَ البعدُ ألحانها

غيرُ همسِ النشيجْ

خافِتٌ صوتُ أحلامنا

و خطا الراحلين معبأة بالأماني

كأن النسيمَ الذي داعبَ الان

أشواقها

يفتديها

على نشوةٍ من عُباب الخليجْ

***

سِراعاً

سيلفتُ من نهره الماءُ

يَذهبُ متشحاً بالنخيلِ

و بالكركراتِ

الى وا سعاتِ المحطاتِ

يحلمُ في ظلها بالرجوعِ

فيلقى الدروبَ مغُلّّقةًًًَ

بالرتاجِ الثقيلِ

و بالحاكمينَ

و بالجعجعاتِ

و بالخيبةِ المستفيضةِ بالصمتِ

و الليلِ

ما ثَمَّ في الدرب إشراقةٌ

من عيون الأحبةِ

او صرخةٌ

تصطفي وجعَ الغائبين…!

(تعالوا)

لتشعلَ فيما تبقى من الوجدِ

اشواقهُ

مثلما يعلقُ الحبُّ في خلجاتِ الحجيجْ

***

سِراعاً

سينسى المغني نشيد التلاقي

و يذكرُ… يذكرُ

ما ثمَّ الا نشيد الوداع المضمخَ

بالدمعِ

ما ثمَّ الا الفراق اللجوجْ

***

سِراعاً

سأكتب في ورقِ العمرِ

أني انتهيتُ

فما عادَ لي من صحابٍ

و ما عاد لي من رغابٍ

وما عاد في القلبِ

إلا الأجيجْ

و أن المدى غائرٌ في المتيهِ

و أني أعانقُ اطيافَ من غادروا

زرعوا الروحَ حُزناً…

فصارت تفتشُ عن منفذٍ

للخروجْ

و صارت تفتشُ عن نخلها

المستباحِ

و عن ضائعات الأماني

و عن مَلهماتِ المروجْ

***

 

سِراعاً

سأبحثُ عن ظلهم

في بقايا دمي

أسائلهُ كيف يمترجُ

العمرُ…بالوجدِ

و الشوقُ… بالبعدِ

و الحبُّ… بالصدِ…؟!

أبحثُ في كتبِ السحرِ

عن سرِ هذا المزيجْ…!!

و في كتبِ العشقِِِِِِ

و الملهمين السكارى

بخمرِ التوحدِ

و الذائبين على عتباتِ المواجدِ

عن سُلّمٍ للعروجْ

***

رويداً…!

تمهلْ قليلا

أعلّقْ..

على ذيلِ ثوبكَ

من غابةِ الروحِ

عصفورةً…للبكاءِ

و أغنيةً… للرجاءِ

و ترنيمةً… للدعاءِ

و قارورةً من هوىً فائضٍ

عن مدى العشقِ

في قاعِ روحي

يموجْ..!!

لعلّك تذكرُ من وجعي دمعةً

إذ تحلقُ في عالياتِ البروجْ

لعلّك يا صاحبي

أولعلّي

أعيدُ بذكراكَ

في وردةِ الروحِ

بعضَ الأريجْ

لعلّك يا صاحبي

إذا تنامُ على مُترفِ البعدِ

تذكرُ سِفرَ الرحيلِ المضمخِ

بالولولاتِ

و تذكرني

غارقاً

في هواك اللجوجْ..!!

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com