شعر

حانة

 خالد بن صالح / الجزائر

bensk05@yahoo.fr

هذا الليل ،

جسد يلبس لغة عارية الأطراف

كامرأة تهيم بي . .

والوقت أرجوحة تطوح بي في امتدادات الفراغ

وبي يصعد الروتين بضجره إلى أعلى الدماغ

نشيد الهزيمة تعويذة أرتلها

ولأناملي نشوة نصر عابر، يمشي . . مختالاً

 فوق الأبيض الصغير

 

صمتك مرآة مغبرّة الملامح

وفي جيدها أطياف فاجرة التوحش

حبال تشدني إلى الهاوية

وعلى صدري الملتهب حجر مالح الألم

ما لهذا الليل يتربص بي ؟

وبقلبي يصنع فتوحاته البليدة

 

إليك أضم جراحي كي تفتّقيها

وتخترقين قشور الوله نحو نكهة التحقق

بيدي ،

سأكسر ـ الليل ـ خجلك الخزفي

وأجعل من إحدى شظاياه مطفأة لأوهامي المحرقة

 

مالي أراهن على انبعاث بعيد الاحتمال

شفاف كخمر بلا كحول

يأتي مطأطئ الرأس ،

وإلى حتفه يمضي صاحيا بلا عودة

ليتركني  واحتراقاتي أتمثلها

حامل الخطايا العشر أنا ، نبي الخواء

أخلع عن الريح سطوتها

لأقيم مملكة الرماد . . . !

 

وأنت يا دهشة الدم في عروق التجلي

ألا يغريك التوحد في سرير الحلم بين أحضان الجنون ؟

ألا يحفر الغياب في ذاكرتك ثقوباً

كالتي أسكن هذا الليل

قبوٌ خشبيُ الرائحة ، رطب الهواء

ألتصق بجدرانه كخفاش يستأنس بالعتمة

 

متى ينتهي صمتك ؟

لأمضي بليلي إلى حانة في أول النهار

أمازحه قليلا

وقبل أن أودعه في انسياب الفكرة

أغيظه بكأسِ الأمسِ

وأنّ لي أن أسيج باسمكِ حدود الهمس

كي تخرج من شقوق الشفة . . وردة

يانعة كقبلة ،

جريئة كآخر قطرة من زجاجة النبيذ !!

أشتهيكِ

 

متى فجرك ؟

يا شمسي النائمة خلف أفق رمادي التشكل

لا تطاله الأصابع المنفلتة من نظرة قاصرة

ومني . . .

أنا الذي أعمته الكلمات جرّاكِ

الأصم بالحب ،

الشارد فيك

أحبك

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com