|
شعر لست لنا "1"
مصطفى المهاجر / استراليا شاعر و صحفي عراقي مقيم في استراليا عضو اتحاد الكتاب العرب في دمشق " الى العراق الضائع بين جلاديه... و محبيه" كما انتَ دعني اقبل مسار الدموعِ التي عبرتْ ذات حُزنٍ على وجنتيكْ و ألقتْ نخيلاتُ بيتي العتيقِ جدائلَ احزانها في يديكْ كما انتَ لا شيء اطلبهُ في ظلام المتيهِ سوى بسمةِ الحبِ في مقلتيكْ و لا شيء يُحزنني غيرَ ان تعبرَ الامنياتُ على شاطئيكْ لا شيء يقتلني غير ان البعادَ المعتقَ صار لذيذاً لديك و لا شيء غير انك صرت قريباً كرفةِ جَفنْ و صرت عزيزاً كمقلةِ عينْ و صرتَ كما كنتَ نهري عذابٍ جميلٍِِ ووجدا تلفعَ بالحزنِِِ و الهمهماتِ الحبيباتِ للسامعينْ كما انتَ تأسرني غفوةُ القلبِ بعد العشية في جانبيكْ و تملكني أنجمٌ تستحمُ مساء الهوى في ضفافك تجدلُ اضواءها باقةً من حنين كما انتَ يا وطناً أتعب العمرَ اشعله غربةً و أشتياقاً لبيتِ هناك لقبرٍ هناك لسجنٍ هناك لتمتمةٍ في زوايا الازقةِ ترنو اليك كما انتَ لستَ لنا دائماً يعتليكَ الظلامُ المقامرُ و السافلونَ لا شمسَ تكشفهُ لا الرصاصُ المعبأ بالثأر يكسرُ أعناقهم هكذا انتَ لستَ لنا.. دائماً رغم أنا نموتُ عليك و نحيا عليك مفاتيح أعمارنا منذ آدمَ بين يديك لمن سوف نشكوكَ يا وطنَ الحبِ... و الحقدِ و الوجدِ....و الصدِ و القربِ... و البعدِ و النهرِ.. و القهرِ و النخلِِ.. و القتلِِ يا وطناً آه يتعبني الوصفُ و التسميات الكثيراتُ ضاعت لديك لمن سوفَ أشكوكَ.. إلا إليك لمن سوفَ أشكوكَ.. إلا إليك دمشق / كانون الاول / 1996
لست لنا "2"
أقف على قمة حزني أتأمل مساحات العمر التي أجدبتها أعوام المنفى كان الوطن محرما علينا و كنا نستشعره أقرب من حبل الوريد فلما صار مباحاً لنا وقفت بيننا و بينه.... المحيطات.... و البحار.... و الحدود.. و السدود..... والقوانين... و النفوس التي نسيت هواها..!!! كنا ننام على البعد منه...... في احضانه نستشعر دفء مودته..... و حرارة لقائه..... و لهيب الشوق اليه فلما حملنا الحلم اليه وجدنا شوك القتاد فراشنا و قسوة الصد لقاءنا و جدران النسيان تطوقنا و كنا الأغراب في ملاعب طفولتنا و صبانا و لم نعثر على ما خلّفناه من سنوات الوجد الفتي و نخن نهرب باعمارنا.... من سكاكين الحقد... و سجون القمع.... و مشانق الطغيان...... كنا بعيدا عنه..... نبكي شوقاً اليه فلما صرنا فيه... أصبحنا نبكى خوفاً عليه ماذا سنفعل الآن بما تبقى من أعمارنا الكئيبة...؟! كيف نملؤها و قد أوحشت من الشوق و الحنين الى مرايانا المهشمة بفؤوس شتى..؟؟!! ايها الوطن الذي حملناه في مجاري دمائنا و أطّرنا صوره على صفحات قلوبنا و نقشنا ذكرياته في أعماق خلايانا ماذا سنعطيك اكثر من ذلك..؟؟!! جئناك فلم تقبلنا كان سادتك الجدد....رفاق منفانا فصاروا سدود لقانا جئناك محملين بوجدنا المعتق بالاحزان فخاب فيك رجانا عدنا إليكَ ..... و لم تعدْ إلينا ما زلتَ لستَ لنا كما عرفناك طوال سنوات القهر و الضياع.!! فمتى تعودُ إلينا..؟! متى..... أيها الوطن الذي كان.... أيها المنفى الذي صار...!! متى؟! متى؟! متى..؟!
برزبن / كانون الثاني / 2006
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |