شعر

أضغاث يقظة

يحيى السماوي / شاعر عراقي مقيم في أيلايد - أستراليا

(1)

أبوابُ مدينتنا

مُـشـْرَعة ٌ كالجرح ِ الفاغر ِ

يدخلـُها " السلُّ القوميُّ "

فـَتـَصْطبغُ الشـُرُفاتْ

بدم ٍ تنزفـُه ُ الطـرُقاتْ

كيف سيزدهرُ البستانُ وتأتلق ُ الرَّبَواتْ

والأنهارُ مَـواتْ ؟

 **

(2)

في الليل ِ

 حين حاصَرَتْ مدينتي الظلمة ُ..

 واسْـتدارْ

عن شرفتي النجم ُ ..

وعن مائدتي السُـمّارْ

دخلتُ في جرحي

ولمّـا طلـَعَ النهارْ

رأيتُ في كلّ زقاق ٍ ألفَ " شهريارْ "

  **

(3)

" بِلالُ " في مدينتي ـ منذ عصور ٍ ـ ماتْ

فألفُ نـُكـْـر ٍ يرتدي جُـبَّـتـَهُ ..

وصوتـَه ُ..

يهتفُ للصلاة ْ !

لذا :

فنحنُ اليوم َ

لا نـُمَـيِّـزُ الأصواتْ

(4)

أتـْعـَبـَني السكوت ْ..

يُخجـِلـُني لو أنني في غربتي أموتْ ..

الأهلُ في قلبي

وفي أوردتي رائحة ُ البستان ِ والبيوتْ

أجُـثـَّة ٌ أنا ؟

أمْ التابوت ْ ؟

 ** 

(5)

ما نفعُ عينين ِ يشـعُّ فيهما اخضرارْ

إنْ كنتُ لا أبصرُ في الشارع ِ والمقهى

 وفي حديقتي والدارْ

 غيرَ الدم ِ الدافق ِ في ساقية ٍ

تمتدُّ من جنازة الليل ِ

إلى مقبرة ِ النهار ْ ؟

**

(6)

يا زمن َ البكاءْ

ما للوطنْ ..

مُـتـَّسِـعٌ كالسـماءْ

وضـيِّـق ٌ كالكـَفَـنْ ؟

**

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com