|
شعر كل عصر ٍ وله "ربٌّ" و"هولاكو" جديد يحيى السماوي / شاعر عراقي مقيم في أيلايد - أستراليا
جئتك ِ الآنَ أُواسـيك ِ بموتي .. ألحِديني صدرَك ِالطفلَ انـْسِـجي ليْ من مناديل ِ المراثي كـَفـَنا .. فكـِّري أن تجدي إسـما ً جديدا ً للذي كان أنا .. فأنا ـ الواقفَ ما بين يديك ِ الآنَ ـ ما عـُدتُ هنا .. جَسَدي حيٌّ ولكنَّ رفيفَ القلب ِ في صحراء يومي دُفِـنا .. ربما وجهي كما كان قديما ً .. ومكاني نفسُ ما كان قديما ً غيرُ أنَّ الـزَّمَـنا .. غيرُهُ الآنَ : الصباحاتُ يتيماتُ السَّــنا .. والمساءاتُ ثـُكالى تسْـتحِث ُّ الشـَجَـنا .. والمشاويرُ ضنى .. فأنا لستُ أنا .. هَـزُلَ الجسمُ وجُـرحي سَـمُـنا .. فتـِّشـي تحت رُكام ِ القهر ِ عني في الذي كان يُسَـمَّى وطـَنـا .. قبلَ أنْ يَـنسَـجـِنا .. في أضابير ِ السـفارات ِ الدهاليز ِ سَـراديب ِ الخـَنا .. والخِطابات ِ التي تـُكـتـََبُ في وجهين ِ : وجه ٌ يَتـَهَـجّاهُ الدراويش ُ علينا كلما أوشـَكت ِ الأرضُ على الرعد ِ ووجه ٌ في رحاب ِ " المعبد ِ الأبيض ِ " تـُرْضي " الـوَثـَنا " .. سَـلـَّموا للغرَباء الرَّسَـنا ..! ومشى خلفَ الخيول ِ السـادة ُ الأعيانُ جَـهْـرا ً مُـتـَحَنـِّينَ بـ " روثِ الجاه ِ " طـُلأّبَ كراس ٍ .. وغِنى .. نَضُبُ الينبوع ُ .. والحـَتـْفُ دنا ..! للسَـلاطين المـرايـا .. والتوابيتُ لنا ! ولهم شـَهْـدُ العناقيد ِ وأشـواكُ البساتين ِ لنا ..! ولهم ـ باسم ِ إله ِ الحرب ِ ـ ما يفضُـلُ من مائدة ِ الجنـَّـة ِ والنارُ ولنا ..! ولهم ما تكنزُ الأرضُ من النفط ِ وعَـفـْط ُ العَـنـْز ِ والزفتُ لنا ..! كلُّ عصر ٍ ولـَه ُ " ربٌّ " و " هولاكو "جديدٌ .. فـَلِمَنْ جَـيَّشـَت ِ الخوذة َ والمدفعَ أمريكا وأرْسَـتْ سُـفـُـنا ؟ ألكيْ يُصْـبـِحُ " حُـرّا ً " بيتـُنا ؟ و " سَـعيدا ً " غـدُنا ؟ ** يا أبا ذرِّ الغِفاريِّ الا قـُمْتَ بنا ؟ إفـْتِنا ـ ما عاد خيط ٌ أبيضٌ بين حجاب ِ الليل ِ والصبح ِ .. ولا بين نمير ٍ وصديد ٍ وجُـفـاء ٍ وجَنـَى .... ! (*) ** بتُّ لا أعرفني الانَ .. أشـَوكا ً ما تراهُ العين ُ في بستاننا أمْ سَـوسَـنا ؟ فأعيديني إلى نهديك ِ طفلا ً واغْـلقي يا طفلتي الأمَّ شـبابيكَ المنى .. حَـرِّكي في شـَفـَتي القيثار َ لـَحْـنَ " الميْجَـنا " فكـِّري أن تجدي إسْـما ً جديدا ً للذي كان أنا .. وأعيديني كما كنتُ قديما ً : عاشقا ًيحلمُ يوما ً أنْ يكونْ سـادِنَ الأزهار ِ في روض ِ الجنونْ مُـبْـحِرا ً بينَ ضفاف ِ الـفـُلِّ والريحان ِ في ثغرك ِ .. والشـَهْـد ِ المُـصلـّي في محاريب ِ العيون ْ *** (8) النمير : الماء الزلال الزلال . الصديد :قيح الجرح . الجفاء : ما يلقيه السيل من الجانبين ... ومن معانيه : الباطل . الجَنى : ما يُجنى من ثمر ، أو من عسل وذهب .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |