شعر

  عيد على ضفاف الفراتين

ايمان الوائلي

ياعيد هل عادتْ بك الأيام ؟ُ        وتبسّمتْ في صبحها الأحلامُ     

يا عيد هل نزلَ الأمان ربوعنا     هل أشرقت شمس وجادَ غمامُ؟

قل لي بربّك ساكبا دمع الأنيـ       ـن عن اليتامى هل لهم إكرامُ ؟

هل إنّهم فرحوا وهل لبسوا الجديـ      ـد وهل تزيل  دموعهم أنغامُ؟

هل إنهم طربوا بها، قد يضحكو     ن وفي ثياب بكائهم ألغامُ

هم راقدون على الرصيف وحلمهم    فوق السحاب تجوبه الآلامُ

والليل يعزف صوتهم باكين يشـ     ـهق  خوفهم فزع عليه لثامُ     

قل لي أزالت أدمع فوق الدرو     ب  توقّّّّدت جمراً بها الأجسامُ؟

أتغيّر اللهب المهول بصرخة ٍ          محمومة ٍقد نالها الإيلامُ

فلقد تصاعد صوته ودخانهُ         وجراحنا والموت والأوهامُ

يا عيد خبّر عن ضفاف الرافديـ     ـن   أما تزال على الأنين تلام ُ؟

هل مرَّ يومٌُ لم يكن خوفٌ  تفجّر...  فوق جرحه عبوةٌ وحزام ُ؟

هل عاد من ترك العيال لرزقه         لم يقتلوه ولم  يكدْه لئام ٌ

والأمّ هل قرّت عيون بكائها             لم تنثكلْ  بوليدها فتُسامُ  

والدمعُ هل جفّت غدائرهُ هنا؟     والخوف هل زالت له أقدامُ ؟

ياعيد هل تُركتْ لحوم جراحنا      منثورةً فوق الدروب، ركامُ  ؟

ما زال وصلك في الجراح مقطّعا    ينأى بنا والرافدين سجامُ

بلدي العراق أتعرف الأعياد أم      أنّ الحياة على ثراك حرامُ

سكبوا جراحك فوق درب الموت ثا   ئرة الدما والموت فيك مُقام

وتلوذُ في فزع ٍهناك قتيلة ٌ         وئدت بظلم ٍوالترابُ عظامُ

ما بال أرضك حزنها لا ينتهي      وتنوحُ عند ركامها الأيتام

والرّاقدون هناك في أثوابهم         هل إنّهم بُعثوا وزال حِمام ؟

كم مهجةٍ مؤؤدةٍ في تربه          ترجو الحياة وطالها الإعدامُ

كم من فمٍ جاعت مغالقه هنا        والخير يطفح خيره الأقزامُ

ماذا جنينا والرّدى يحكي مبا          هجنا بلا مهل ٍوفيه نُسام

قد أرغمونا أن نعيشَ بلا هوىً       لكنّهم لم يبلغوا ما راموا

يسقي الجراح كرامة ً  ومحبة ً         ألمٌ تنزّ ضفافَهُ  الأعوامُ

وتعودُ يا عيدَ اليتامى حانياً        تبكي ودمعُك في العيون زؤامُ

والجوع يحزن عندما تبكي النخيـ    ـل    يلفّهُ  ظمأٌ  سقاهُ ظلامُ

لكنّ مجد َك في المحافل واهبٌ       من ماء صبره تنهل الأيامُ

ما جفّ نهراك اللذان تصابرا          وتعاهدا أنْ لايزولَ سلامُ

هذا لأنّك أصلُ هذا الجودِ لم           تركعْ لهم والكربلاءُ ختامُ

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com