شعر

فضاءاتٌ خريفية

حكيم نديم الداووي

1

مَثلما أَصابتها

ذهُول البَحْث

 عن ذاتها من إزدراء

خَطفت صَّدمة تجّمع الزُّقاق

 لوَنَها الوَردي

فغَدتْ بَعد حِداد

 غَسْل عَار شقيقتها

ورَقة خَريفية َصَفراء!

تَطالها الأرجُل والعُيون

ومن صرخة شقّت

 حُجُب السَّماء

آهٍ وأفٍ من قوم ٍ

لا يُحسِنونَ الضّحْكَ

غَيرَ التشهير والّرَثاء.

 

  2

 كما نبأّتها منذ الطفولة

 مطالع الأبراج

بقيت جثتها المشوهة

مَجهولة الملامح والعنوان

كمصير سفينةٍ تائهة بين الأمواج

بَكتْ عليها النوارس

 ودثرتها الغيوم البيضاء

أماه... أليستْ هي البديهة

لكّل بداية إنتهاء!.

 

3

 وهمٌ حِرصكَ

 على البقاءِ

وما بَعْده وَهْمُ

كبحث رُوحكَ القلقة عن الخلودِ

وما بَحثها تلكَ سِوى حُلمُ

 فكِذبٌ سَعيكَ

 للمالِ والبنونِ

بلا قلبٍ عامرٍ بالسّلمِ

وظلمٌ إنْ لمْ تنل

 كغيركَ مُناكَ كلّه

في حكمةٍ تَجْهلها

أذا جفّت الصُحُف وُرفِع القلمُ

 تبقى نفْسكَ اللوّامة

 تحرضك دوماً

هذاإجحافٌ  بحقك وظلمُ

فلولا ثواب صَبركَ

 جِنان الخُلدِ

 لماتَ الرّجاء في وجهِ العبادِ

وما ألفيتَ السعادة

  في عيشِ الزُهّاد

 ولاطعم لتقوى الزّاد

  غير النّدامة والجَهْمُ

 

 

 أكتبوا على شاهد قبري

منذُ ولادتي المُحّير

أنا في سؤالٍ دائبٍ لماذا أتيتُ

 وأينَ مصيري يا تُرى

 لستُ أدري ... لستُ أدري

لا أستوعب ما يَحدثُ حولي

 كل ثانيةٍ من طارئ ٍ

وكيفَ سيطيقه قلبي وفكري

أنه لغزٌ في لغزٍ

فوقَ طاقة العِلم والحَصرِ

عِشْ ثمانينَ في يُسرٍ أو عُسرِ

  فمصيركَ الثرى

 وَصَمْت اللّحدِ

      أليسَ منْ حق اللسّان

 والعقل والّروح

أنْ تصرخَ كلّ يوم

 لِمَ أتيت يا ربّي

 وكيفَ أنتهي في ثوانٍ

لسْتُ أدري... لسّتُ أدري

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com