شعر

يداي من جمر تحرق ما تلمس

زينب الربيعي

حين شهر سبابته

لم أخش الموت القادم من كلماته

بل أرعبني المثول أمامه

قال القاضي: اذهبي لتموتي

تعرّت روحي

تذكرت حواء حينما تكشّفت عورتها

وأُنزلت على الأرض

لم تعرف حتى الآن ماكانت خطاياها

اختنقت كلماتي

عنقي صار كخيط دقيق

ورأسي تخلى عن جسدي

ذابت روحي وتسلّلت بين ركام الأرض

قرأت أوراقا مدفونة وعرفت أسرارا

وأشياء لا تُحصى خلّفها أصحابها

سيل من حمم صارت روحي

 تهمّ بالخروج من الفوهة

تبحث عمن تغويه

تلامسه

تحرقه

تذيبه

ويتنفسها من جديد

 بكيتكِ قبل إعلان موتك

تركت لك كل الأبواب مشرّعة

فاختاري الخلاص

أعلم بأنكِ سئمتِ مني

أعلم بأنكِ ترومين الرحيل

في كلّ مرّة حزن وعشق

انتميتِ إلى العصور القديمة

وخذلتكِ قلوب عصر العولمة

يعشقون الكلمات

وينامون مع الصور والخيالات

ملكة لمملكة خاوية على عروشها

حراسكِ ملّوا الإنتظار

قلوبهم معك

وولاءهم لغيرك

للنساء المتكررات

وللأشياء المستنسخات

 وجعي أنتِ
 أم وجع الناس وكل أشيائي؟

لعنتي أنتِ

نبذتك حتى أحشائي

أخاصمك كأنك شريك حياتي

من غيرك أحمّله أوزاري

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com