شعر

ابي  

ثائرة شمعون البازي

   بمناسبة عيد يوم الأب

 

بماذا تريد ان اصفك

ولساني يعجز عن ذكر صفاتك

هل اصف دفئ حبك

أم

 عمق حنانك

أم

 كبر تضحياتك

وهل اتكلم

عن ايمانك وكبريائك

أم عن زينة اخلاقك

ابي ها انا قد اصبحت اماً

ومازال الحنين اليك يقتلني

وكأني طفلة

في السنوات الأولى من عمري

كيف تريدني ان افصح عن مشاعري

ودماءك هي التي تجري في عروقي

نعم اخذت القوة منك

ولكني اضعف عندما اشتاق الى احضانك

ابي

كم اشتاق لحكاياتك الجميلة

ولتلك اليد الحنونة

التي تربت على كتفي

كلما ضاقت بي الأيام

ابي

علمتني

كيف احيا بكرامتي

وكيف اسير بشموخ

كيف اخذ حقي عندما يسلب مني

وكيف اقول الصدق وان كثر اعدائي

كيف لا اتهاون ان سلب مصيري

وكيف لاتغمض عيني على السلبيات
كيف لا يسكت فمي على الأخطاء

وكيف لا اغلق سمعي عن الأستماع

وعلمتني كيف لا اخاف العدو

ولا اخضع لتهديداته

علمتني

كيف اتحدى اللؤم والخبث عند الأنسان

وكيف اتصدى لللعين في افعاله

وكيف اعاشر طيب الأخلاق

علمتني

ان لا اخاف

وان اجروء

وان اتقدم

وان أخطوا

وان تعثرت يوماً

 فلا اخفي رأسي تحت التراب

بل اسير مزهوتاً بماضي اجدادي

ومفتخرتاً

بأنتمائي

وعلمتني كيف اخاف ربي

وكيف اريح ضميري

فغضب البشر

ليس اعظم من غضب الخالق

ابي

الحب الذي زرعته في اعماقي

لا احد يسلبه من كياني

رغم الغربة ومافعلت

جعلتنا اشلاءا في كل البلاد

فأنت ياوالدي تعيش كل لحظة معي

وفي كل الأيام

وان انطفئت شمعتك يوماً

فأنا سأحمل رسالتك ليوم رحيلي

وسأعلم اولادي واولاد اولادي

ان الحياة بدون شمس الحق

تموت حتما دون محال

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org