شعر

عيد ٌ يفوتُ وعيد ُ يعود

ناظم الماهود

 

وعيد ٌ يفوت وعــيد ُ يعــــود            وما جفَّ دمعُ ولا اخضر عودْ

ولا أثمر َ الصبرَ قبرُ الهموم ِ           ولا سكَّن البـــالَ  خمرُ الوعودْ

ولا أثلج الأرضَ كتمُ النفوس ِ          ولا أقطرَ القطرَ طــولُ السُجود

كأنــك يا سيـــد الحاضرات ِ           ووارث ما لم يرثـــه ُ الخـلود

يبيـس ٌ عبيـس ٌ سقيم ٌ ذميم ٌ           عقــــيم ٌ يتـــيم ٌ وليــدٌ قَـَعود

تمر السنون وشمسك حــبلى            وما زلت جـــــفناً بعين الرُّقود

وعند الربيع يضوع الخريفُ           وخلف الشـــتاء سمــومُ الهُمود

كأنك لستَ  انهمــار العصورِ           بديـــع َاليراع ِ ربــيب الأسود

كأن لم تقبلْكَ خيل ُ الــرسول            وما أمدرَ الهدْيُ غورَ النُّجــود

ولا إن تناجى بك العاشـــقان            ينوءُ السحابُ بحــَــملِ الجنود

ولا كلَّ شبرٍ من الأرض ارض ٌ        تُهيجُ الشجونَ تُهــــيل السدود

كأنَّـك يا مــــــالك الاغـزرين           غُزِرتَ  بأوحـال سيلِ الحدود

نجومٌ تغيب وأخــرى تـــَـلوحُ           عِثاراً أضَلـَّت سبيـلَ الصعود

وشعبُ على صمته الجائعاتُ            تنادبْنَ في البؤس نِعْمَ الشُرود

وشـــعبٌ على فعله الفاعلات          أنبْنَ الأمــاني لــــسرِّ الوجود

فما قام سيــفٌ يـــدكُّ المُــحالَ           بلى غار نهد ٌ وشُقَّتْ خُــدود

وخرَّ الشموخُ صــريعَ الهوان           وقاد الخُنوسُ ضميرَ الحشود

بأرض ٍ اعـــز َّ الوئامُ  ثراها            وأخفــى سناها شتاتُ الجهود

وسقفٍ أحـال النجـــــومَ سوار ٍ         هوى فتــــدنَّى سقــوط ُ البنود 

ليخــفق َ سِفْرُكَ بالغــــــابرين          وبالنازحين و كلِّ الشـــــهود

فكم مـــن قتيلٍ وكم من شهيد ٍ           وكم مَنْ يحـــيدُ وكم مَنْ  َيهُود

وكم صحوة ٍ أضمرتها الغيومُ          بعلم ٍ يُـــقادُ وجـــهـــل ٍ يــَقود

وكم من قلوبٍ  غوَتها الذنوب ُ         دَرَتْ أنَّ لله كـــلَّ الحــــــدود

وما اطربَ  اللحنُ الا وكــان          عصــارةَ  فكر ٍ ووحي ٍ وعود

وما من خيال ٍ أباحَ الجنــونَ          بأرض ِ الخيال استطال الركود

تمر السنون ومـــا رفَّ جَفْن ٌ          ولا رقَّ حــــــباً سعيرُ الخَمُود

وما نحن الا عقودُ الســـــماء           أعادت لغــصن ِالخلودِ الورود

وما نحن الا عقودُ الســـــماء           بهُنَّ سَعُدنَّ بـــــــــناتُ السُّعود ْ

فيا سيد الصبح باعوا السماء َ          وصالت بلــــيــليكَ خيلُ اليهود

فغـــثنا بلادَ الـــسوادِ أغثنا            فانـّا بـــقــايا رمــــيم ٍ كـــنود

وما زال يزهو السوادُ سواداً            يصـــاحبنا كل عـــيد ٍ يــــعود

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com