شعر

عندما تتعرى ذاكرتي

 

هيثم هشام العزاوي

عندما تتعرى ذاكرتي

يتعدى الكلام مقدرتي

أتألمُ فأنثرُ فيكَ

قافيتي نثراً

يا وطني الجريح ُ

أتساقطُ كأوراق الخريف

أتبعثرُ في نفسي

أقلبُ الصرخات على صمت ٍ

تمتد جراحي

فتبكيك السماءُ يا وطني

 ما عاد دمعي يكفني ويكفيكَ

أحاول الهربَ مني

مرتجفاً من قبضة الاقدار

فأعود إلى نفسي وأنفاسي

تتدثرُ بإحتضاري

وفي فمي حفنة من الجمل والكلمات

أمسكُ الحروفَ كشيخ ٍ ترتجفُ يداه بعد أن

غادرته السنين !!!

أحاول ترقيع الحروف وكأن قلمي

إبرة تآكلَ ثقبها

أبحثٌ عن أمل ٍ قديم

لربما رأيتُ بهِ

أمسكُ الحروف تارة ً

احاول وتأبى مفرداتي أن تمر !!!

وهي تجترُ نيوب الليل في

ذاكرتي المتعبة الملطخة بـِآثام المجرمين

فتتحول سطوري إلى برار ٍ

وكأنها السماء في مداها والحروف ُ

إلى مجرات ملتهبة قابعة في

خلايا دمــــــــــي المكفن

بصرخات الشهداء

أكاد ُ أنفجرُ بركاناً حين لا أقوى

إلا على الصراخ فوق هذه السطور اللعينة

متمسكا ً بجرح الوطن

مستمطراً كل الاوجاع على جسدي

وفي صمتي ثورة مهاجر و نضالٌ مستغربٍ وملحمة

عنيد

وانا ارددُ نشيد الوداع

وارخي حبال الظل ألى ليلي حينما أسمعُ

صرخات الصبايا

وأشاهد عبر اقنيتي الذهنية واتخيل بلا تشفير ٍ

كيف اغتصبنَّ

في سجون التحرير !!!!!

اتحولُ وحشا ً ..........

بل إلى مارد ٍ جبار

يقطن عنق زجاجة معتقة بالمسافات المُخَّمرة

فتدفن في اعماقي وجوه ٌ وتحيا كلما

قلبتُ صفحات التأريخ

احاول طرد الوحش عني فأزداد

ُ حقداً على أنظمتي

وعلى أياد ٍ تفننت في خط دستور ٍ

لم يطبق منه إلا غلافة المشوه

فهي ليست سوى كلمات

وضعت في إبرة ٍ لتمنح موقع آلامنا فرصة للتخدير

وتمني اجسادنا براحت ٍ ملعونة

قبل أن اقتلاع الروح من الظرس الاخير

ويبقى نشيدك يا وطني تسبيح ٌ عابد

في قلوب العراقيين

ليصلوا عليك َ ويسلموا تسليما

مرتلين آية النهرين

فنهر ُ آه ٌ يا ربي ملئ قلبي أهواه ُ

ونهرٌاقسمُ بِالله في قلبي مجراهُ

فبسم العراق وشعبيَّ العظيم

نهران هما اللذان قد علمان ِ حب العراق

ورَّبُ الحكايات متكئُ

على ضفاف دجلة هاربا من زجمة المقابر

ينصت لشهرزاد وهي تقص ٌ حكايات جديدة

ابعد من الخيال لكنها اقرب

الى وطني !! العـــــراق

فكيف لا أمرض ُ وكيف لا يشفيني الشعر والكلام

وكيف لا اهرب من صمتي إلى لغتي

والقصائد كلها حبلى

بعد أن زنت بها الاحداث وأستئصلتها الاقلام

من رُحم المعاني

وحتى سطوري أراها مهجنة

لستُ مجنونا ً ...... لا ........ ولست نبيا

فقط أني مارست الكلام وهذا من كبائر الجرم

لدى الحكام !!!!

ونظرت ُ إلى عورة الحروف وتمعنت ُ ملئ عيني في

ولادة كل قصدة ٍ ٍ قبل نشرهار و كتابتها

فوق سطوري العقيمة فـَ لا .....

لست نبيا لاً لكنني ربما كنت مجنونا

 

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com