شعر

أجّـلتُ ميلادي

يحيى السماوي / شاعر عراقي مقيم في أيلايد - أستراليا

أجّـَلـتُ مـيـلادي  لـيـوم ِ مَـمـاتـي

عِـشـقا ً..  لأبْـدأ في هـواك ِحياتي

سأرشُّ بالورد ِ الرصيفَ لتنسجي

بخُـطاك ِ مِـنـديــلا ً من النـَغـَمات ِ

مجنونة ٌ إنْ تأخـُذي بـِـنـصــيحَـة ٍ

تـُنجيك ِمن جمري ومن صَبَواتي

عهَدَ الهوى ليْ أنْ أحِبَّك ِ فاشهَدي

أني وفــَيْـتُ الـعَـهْـدَ  يا مـــولاتي

أسَـفي لأني  لسْـتُ  أملكُ غـيرَ ما

أعْطـى الإلهُ الطينَ من  نـَبَـضات

 أمشي فـتنهرُني خطايَ .. وتـتـقي

عينايَ من ظِلـِّي على الـطـُـرُقات ِ

 حينا ً تـُحاصِرُني ذئـابُ هواجـسي

وَيـَـشِـلــُّني حـينا ً صَـدى نـَـزَواتي

حَيْرانُ بين غدي وأمسي حاضري

وخطايَ بـيـنَ تــَــرَنـُّـح ٍ وثــَـبـات ِ

حُـقــََّّـتْ عـلــيَّ الـنـازلاتُ لأنـنـي

أبْـدَلـتُ باليـاقـوت ِ فـُصَّ حَـصـاة ِ (1)

أمّــا عـن الــدنـيا ؟ فأعـلـمُ أنــنيِ

ضَـيْـفٌ  ولسْـتُ بمالـِك ٍ واحـاتي

لكـنَّ عـندي مـن هـمـوم ٍ أنـهـــرا ً

أمّـا الـجـِـراحُ فإنهـا  شـُــرُفـاتـي

إنْ تصدقي وعدا ًغَدوتِ وريثتي

وخليفـتي في الحزن ِ والـمأســاة

هيَ فرصَة ٌ .. فـلتـَغـْـنميها قبلمـا

أغـفـو ولم أكـتبْ كـتابَ وََصَاتي (2)

لاتخسري عرشَ الجنون ِورثتـُُهُ

عـن " مُسْـتباح ٍ" لاذ بالـفـَلـَوات (3)

والتائهِ " الضِِلــّيلِ " باعَ بـِنشـوَة ٍ

مُلـْكا ً .. وأنعاما ً بــنـاي ِ رُعــاة (4)ِ

 أنا جـَنتي وأنا جحيمي .. جَـرِّبي

وَجَعي لتكـتشـفي غـَـرابـَة َ ذاتي

 تصبو إلى نخل" السماوة " مُـقلتي

فمتى يُـطـهَّـرُ من وُحـول ِ غـُـزاة ِ ؟

لي صبرُ باديةِ العراقِ على اللظى

ولقد صبرتُ وفات يومُ جُـنـاتــي(5)

وعَـنادُ مَخـْـبولِ الفؤادِ .. طِباعُهُِ

نشرُ الشِراع ِ إذا الرياحُ عَـواتي

حَيرانُ مــا بيني  وبيني .. أيُّـهُـمْ

أُوصي ليَحْملَ في الأسى راياتي ؟

بالأمسِ متُّ  وأيْقـَظتْ بيْ خافقـا ً

شَـهَـقاتُ أمي في دُعـاء ِ صَــلاة ِ

الغاوياتُ ؟ مَشـيْنَ خلفَ جنازتي

وشَقـَقـْنَ ثوبَ الحرف ِفي أبياتي

 وحَمَـلنَ تابوتَ الـقـصيد ِ يُزينـُـهُ

خمسـون إكـلـيـلا ً مـن الآهـــات

 والعاشقون وكنتُ حُجَّـة َعِشـقِهم

نثروا رمادَ الصًّـبْر ِ فوقَ رُفاتي

إلآ التي أرْخصْـتُ دون حقولِـهـا

نهري ودون شِـراعِـها مَـرساتي

شَـمَتـَتْ بقنديلي تـَخثــَّـرََ ضَـوءُهُ

وبيابسِ الأغصانِ من شـَـجَراتي

قرأوا على روحي سلامَ أُخـَيّـَتي

وأبي وأمي فاسْــتعَـدْتُ حـيــاتي

إلآ التي أوقـَفـتُ ناعـوري عـلى

بُـسْـتانِـهــا فـَـرَّتْ فـَـرارَ مَـهــاة

يا أنت ِما يُغري رماحَكِ بامرئ ٍ

مَيْت ٍ لِـنبشِ حُـشـاهُ بالطـَعَـنـات ِ ؟

 دعـوى قـتيل ٍ لايُــريـدُ  بغـيـرِه

ضـَـرّا ً: وقـاك ِ الـلهُ شـَـرَّ رُمـاةِ

 ورعاك من حيف الزمان وأهله

وسَـقاك ِ كوثـرَ دجـلة ٍ وفــرات ِ

               ***

(1) فصّ ( بضم الفاء أو فتحها أو كسرها ) : ما يُرَكـّب على الخاتم من حجر كريم وسواه .

(2)وصاتي " بفتح الواو " : ما يكتبه المرء من توصية قبل وفاته .

(3)مستباح لاذ بالفلوات : هوقيس بن الملوح .

(4) الضليل : امرؤ القيس .. وفي البيت اشارة الى قوله الشهير : اليوم خمرٌ وغدا أمرُ .

(5)جناتي ( بضم الواو ) : ما يُجنى من ثمر الشجرة .

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com