|
شعر عِناد شِعر: تريفه دوسكي/دهوك ترجَمة: صلاح برواري
"تريفه دوسكي، ربّة الشِعر الإيروسي في بهدينان. تنسِجُ مِنَ القبُلاتِ مِشَدّاً، لنهدَي قصيدتِها الطائشَين؛ فيعتصِرُ كلُّ نرجسُ جبل "متينا" فوقهما انتشاءً، ليَندَلِقَ رحيقها صَوبَ سُرّةِ القصيدة؛ فتضُجُّ "بَهدينانُ" كلها أريجاً وعَبَقاً!". في ليلةٍ قارّة ألفُّ قبلة حارّة داخلَ قطرةِ غَيثٍ، أرسِلها لكَ مع الريح. صوتكَ... يقتلُ صَمتَ ليلي، ترقدُ داخلَ كتبي تنبُشُها، لا تدَعني أقرَؤُها تمسِكُ أصابعي تعضُّها تعصِرُها. تعالَ... نشعِلُ سيجارةً ونرعى العُشَّ الذهبي تعالَ... نبني عُشاً من القبُلات!. تعالَ... نبني عُشاً مائياً، ومن الضفادع نتعلمُ شهوة الطيران! تعالَ... ننامُ مع الأسماك، ومن البحّارةِ نتعلمُ الطواف تعالَ... نصلي مع راهبةٍ شابة لأجل الراحِلِين تعالَ... أعَلِمُكَ كيفَ تُسكِرُ المُلامَسة الحمائمَ وتحيلُ البَطلَ إلى مُهرِّج يغفو بهدوء!. تعالَ... نختبئ بين بَتلاتِ الورود ونحرقُ خطايا العشاق في الجحيم، نجعلُ البَراعِمَ عِقداً للأنجُم ونلوِّنُ المطرَ بالأحمر!. تعالَ... نكتبُ شِعراً على بابِ المقبَرة، نلتفُّ بمعطفي ونعدو تحت المطر؛ لنُغيظ السُّحُب!. تعالَ... أسكِتْ صَوتَ خوفي بفمِكَ، كي أؤنفِلكَ في داخلي؛ لتستحيلَ نفسَاً أزليّاً لتجعلني أحَلِق بهدوء... بهدوء ولتطلِقَ أعضاءَ جسَدي في شارع قفر!. في هذه المَقتلةِ الغجريّة أولدُ... أنا! آهٍ... للأيام اللذيذة، ما أشدّني عِناداً... كنتُ أريدُكَ أن تجلِسَ وَسْط حُروفِ اسمي عارياً، كي أرى... كيفَ نحَطِمُ الأسوارَ ونفنى في بعضِنا، نتمرّغ فوقَ عُشبٍ نديّ، نملأ حقيبَتنا من القبُلات ليوم غد! نمتطي فرَساً جَموحاً وننطلقُ إلى الكرنفال؛ لنمحي آثارَ أقدام الفراش*. يومَها... كنتُ أكثرَ عُرياً من غابةٍ خريفية، وأكثرَ زهواً من طاووس، وأكثرَ أجيجَاً من فتاةٍ مُراهِقة! كنتُ أكثرَ عطشاً من تلكَ الوردةِ التي جففها عاشقٌ داخل كتابهِ!. يومها... لمحَتنا نجمة كادت تفضحُنا؛ لكنّ الفصولَ لا تنطِقُ بل تسترُنا: الشتاءُ... بثلجهِ الخريفُ... بورَقِهِ الصيفُ... بحَرِّهِ الربيعُ... بوَردِه!. كنا جسدَين مَنهوكين، أكثرَ إنهاكاً من بَيْدَر حُرثَ توّاً. كنا قصيدتين عاريتين، أكثرَ عُرياً من أحلام فتاةٍ عانِس!. كنا أكثرَ دِفئاً من أنفاس غابةٍ فتيّة. في حقولكَ السماويّة، جسَدي مُنتهَبٌ مِنَ القبَل، أكثر انتهاباً من جسدِ ساحةٍ بعدَ الوَغى! فكيفَ لا... أنام؟!.
*الفراش (بفتح الفاء): جمعُ فراشة.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |