غمغمة بإيقاعات كما يقول اليوت
أعتذر لان كلماتي ترنحت
فقد أثقلتها السهام
ونائت بأعباء ثقال
اكبر من الدنيا
وكأي شاهد عصر
قدر لي أن اشهد خراب روما
وانهيار برج بابل
وقبائل الهمج وهي تكتسح
جسد العامرية
وصبايا جنين
اللواتي يبحثن عن رجولة مسلوبة
ووجه القدس ......وعيون المجدلية
وآخر نظرة عتاب ألقاها
المسيح على الذين قبلوه قبلة الموت
ورأيت نبي العرب
وهو يرجم بألف حجر
لازالت صورة (علي) تحفر في وجداني بئرا كبيرا
كن اتبعه كالظل وهو يبتاع دقيقا لامرأة
قتل زوجها بالحرب
ويسال لله العفو عن التقصير
تبعته في خلواته
وهو يبث نجواه إلى الخالق العظيم
حتى لقد ضاقت روحه الكبيرة
بجفاء الصحراء
وقسوة الصحراء
ووجوه مغلفة بالمكر والخداع
حتى لكانني اسمعه الآن مناديا بصوت يسد الأفق
اللهم إنني مللتهم وملوني
إلى أن استجمعوا حقدهم البدوي
وضربوه في الغرة
وصعدت
صلاه هي أنبل صلاة
تشكو للسماء قسوة الأرض
ورأيت ذئبان العرب تنهش لحم النبوة
لو للقدر للفرات
أن يتحرك
لقبل الشفاه التي
احرقها العطش
وكأني بنساء الحسين
وأطفال الحسين
ووجه الحسين
محاصرا بقوافل الأشقياء
كان صوته واثقا غاضبا
من تلك القلوب التي أبعدها الأصفر الرنان
عن روح الإنسان
هي أرواح سوداء مدلهمة
نأت عن الفضيلة وسكنتها قسوة
ذئبية
فتباروا لقتل النبوة
وكانت كل قطرة دم أراقوها
آية
معجزة
وإدانة للجنس البشري عندما تموت فيه القيم الأساسية
وهكذا قدر لخيول الشر أن تستبيح جسدا
باركه النبي
فيك شيء منها
كنت أحس قلبها يذوب أمام كلماتي
لكنها والحق يقال امرأة
أفسدتها الحضارة
وروحها أثقلتها ماديتها
بكل ما تحمل
من لا أبالية ومشاعر مصطنعة
اجل
كانت تصغي
وكنت أرى ضلالا من الترقب والحزن الشفيف
لكنها أبدا
لم تفتح قلبها
ولم تبح
ولو أنها باحت
لجعلت مني سلطانا مثل هارون الرشيد
أنا يا سيدتي من امة تمتهن الحزن
منذ الوهلة الأولى
نولد لنحزن
ونحزن لنولد في الحزن
أفراحنا موسمية
ولنا مع الحزن موعد دائم
مازال حزن سبايا
الشام يسكن وجداننا
ويفتت قلوبنا
ومازالت ضحكات الجلاد الهستيرية
وهو يلهو برأس يعلوه النور
تصر في رؤوسنا
صريرا لن يهدأ حتى نموت
وتفقدنا
القدرة على الصبر
نبضات الحزن التي تجللنا
خلقت منا عشاقا بامتياز
وشعراء بامتياز
هي سنة الكون
لايمكن أن يكون المرء شاعرا
ما لم يستوطنه الحزن
ومن حسن حظنا
إننا امة استوطنها الحزن
وفوق هذا نحن فقراء
ونحن أولى الناس بدخول الملكوت
عن أي بوح تتحدثين يا سيدتي ؟
وأنا أرى العار يسد وجه الأفق
وعالمي مليء بأحذية الجنود وصرخات الجلادين
لقد فقدت كلماتي عذريتها
وما عاد لها ذاك الالق
حتى لقد أصبحت أتوسل بقلمي
لعله يصرخ بكلماتي
في(بتشديد الياء) جزء من أحزان النبوة
ويستوطنني غضب مكبوت
اكبر من العراق
انتظر بوحك دعينا نتقاسم
الألم
الخيبة
والإحباط
فربما يجعلنا هذا
سعداء بشقائنا
أو نحس ولو لوهلة إننا موجودين