|
شعر حمائمُ الامامِ الحسينِ وحيد خيون (لستُ أدّعي أنني حِبرٌ أو راهبٌ ولا أتقى الأتقياء .. أنا فقط أشعرُ بشئ مؤلم في أيام عاشوراء و ينتابني إحساسٌ بأنّ السموات تكادُ تنطبقُ على الأرضين في اليوم العاشر من عاشوراء .. فيضيقُ صدري ولا ينطلقُ لساني وأحزنُ حزنا ثقيلا وأتمنى أمنية أن تنشق الأرض وتبتلعني قبلَ اليوم العاشر الكئيب هذا .. أرى الحياة وأنا أمرّ كل عام بذلك اليوم جحيما لا يمكنني المرور عليه ولا أريد أن أكرر المرورَ عليهِ ولكن .. لا مناص .. هذا يومٌ مكتوبٌ علينا أن نـُقـْتَلَ كلّ عامٍ فيه) سِرْبَ الحَمائِمِ هل تلومُكَ لـُوّمُ؟ يَمّـمْتَ تربة َ كرْبلاءَ وَيَمّـمُوا أ بهذِهِ الخفَقاتِ تحْمِلُ حُبّـَهُمْ ؟ و بهذهِ الجَنَباتِ حُبّـَكَ تكْـتـُـمُ حتى غِناؤُكَ و هو نوحٌ واضِحٌ أمْرٌ تَـناقـَلـَهُ الأصَـمّ ُ الأبْـكـَـمُ وكأنّ عاشوراءَ عندَكَ دائِــمٌ وكأنّ حُزْنـَـكَ في إمَامِكَ أقـْـدَمُ وكأنما أبْصَرْتَ ما لم يُبْصِروا في كربَلا, وفهِمْتَ ما لم يَفْهموا و شِهِدْتَ أعداءَ الحُسينِ تراجَعوا ورأيْتَ أصحابَ الحُسَيْـن ِ تقدّموا ورأيتَ كيفَ يصولُ منهم ضيْغـَمٌ ورأيتَ كيفَ يموتُ منهم ضيغـَمُ و رأيتَ شِمْراً وهْـوَ شِمْـرٌ مُدْبِـرٌ يجْـثو على صَدرِ الإمامِ و يَشْـتِـمُ وشَهِدْتَ أطفالَ الحُسينِ تفرّقـَتْ أنفا سُهُمْ ورأيتَ زيْنَبَ تَلـْـطِمُ وشَهِدْتَ عاشوراءَ حتى يومِنا دَمُنا حلالٌ فيهِ .. وهْوَ مُحَرّ مُ أشَهِدْتَ ذلكَ قبْـلـَنا أمْ قدْ تـَرَى صُوَراً و يَجْهَلـُها الضميرُ المُـلـْهَمُ؟ * * * سِِرْبَ الحَمائمِ كلَّ يومٍ نحْـتـَسي مَطَرَ السّـقيفةِ وهْوَ مِنْ فمِنا دَمُ ولكلِّ يومٍ كربلاءُ و أهلـُها و يزيدُها في كلِّ حيــنٍ يُرجَـمُ تأريخُنا مِثـْـلُ السّـقيفةِ فارغ ٌ نبنيهِ حَسْـبَ نفوذِنا و نُرَمِّــمُ ونعودُ نرمي بُـؤسَنا في بأسِـنا ونقولُ أنّ الصَمْـتَ أمرٌ أسْـلـَمُ لكنّ صوتَ اللهِ صوتُ محبّـةٍ والسِـلـْمُ يَحْمِلـُهُ الفؤادُ المُسْـلِـمُ وتريدُ أطرا فٌ تضيقُ بحِقدِها أنْ لا يكونَ لمُسْلِمٍ أبداً فمُ ليظلّ َ دينُ اللهِ رهنَ أصابـِـع ٍ شوهاءَ يتـْـبَعُـها السّـوادُ الأعظمُ فأتاكَ مِنْ طرَفٍ إمامٌ حاسِـراً و بَدَا لكَ الشيطانُ وهو مُعَـمّـمُ وعَجِبْتَ مِنْ خُطَباءِ دين ٍ فاضِل ٍ مِنْ فرْطِ ما صَرَخوا بَدَأنا نسْـأمُ أ تـُراهُ قالَ اللهُ (واغْضُـضْ )أمْ تـُرى قد قالَ عَرْبـِِدْ يا خطيباً يُسْـلِـموا وأتتْ دروسُكَ يا حُسَيْـنُ كبيرة ً فيها يُلاقينا الطريقُ الأقـْـوَمُ قتلوكَ لكنّ المُـعادَلة َ التي ظلـّتْ هيَ المقتولُ حَيـّـاً يَـنْـعَـــمُ ويظلّ ُ قـُرْصُ الخُبْـزِ يلعَنُ ضَيْـفَهمْ و يظلّ ُ يلعَنـُهُمْ فقيـرٌ مُعْـدَمُ ويظلّ ُ مِنْ قصْـرِ الإمارةِ حائِـط ٌ مُسْـتـَنْـكِراً همْ شيّـدوهُ و هّدّمـُوا ثمَنُ المُلوكِ إذنْ بقِيّـة ُ حائِـطٍ و كؤوسُ خمْـرٍ غاصَ فيها الدِرْهَمُ ويظلّ ُ إرثـُكَ أنتَ إرْ ثاً نافِعاً والقـَيِّـمُونَ لهـُمْ بقاءٌ قـَيِّــمُ ويظلّ ُ مجلِسُـنا بذِكْرِكَ عامِراً ونظلّ ُ نغرَقُ في هواكَ و نَحْـلـُمُ ونظلّ ُ نعشقُ كربلاءَ و أهْـلـَـها ونظلّ ُ تـُرْبَـة َ كربلاءَ نـُلـَمْـلِــمُ مَنْ قالَ أنّ هواكَ كفـْرٌ .. ظالِمٌ أو قالَ أنّ هواكَ شِرْ كٌ .. أظـْـلـَمُ * * * سِرْبَ الحَمائِم ِ خـُذْ لزينبَ عهْـدَنا هم يَرْ تـَقـُونَ و نحنُ فيهمْ نـُغْـرَمُ و لهم طويلُ الظـُلـْمِ يَدْعُونا كما يدعو لنورِ الشـَمْسِ يومٌ مُظـْـلِمُ سِرْبَ الحمائِم ِ نحنُ شيعة َ أحْمَـدٍ طَوْعاً نُحِبّ ُ وليسَ فينا المُـرْغـَـمُ أطفالـُنا وشبابُنا و شيوخـُنا وعيونـُنا و قلوبُــنا تـَتـَكـلـّـمُ فإذا أتيتَ لكربلاءَ سَتـَنـْجَـلي و إذا نظرْتَ الى القِبَابِ ستـَفـْـهَمُ فبهذهِ الآفاق ِ خيرُ معاهِدٍ يرتادُها المُتأخـِّـرُ المُتـَـقـَــدِّمُ بكَ يا حُسينُ يُزا لُ مِنْ أكتافِنا عَبْـأ ُ المواسِـم ِ والجحيمُ المُضْرِمُ ما قالَ شخصٌ يا حُسينُ بشِدّةٍ إلاّ أتاهُ من الحُسَـيْـن ِ البَلـْسَـمُ هذا الحُسينُ إذا الحياة ُ توَقــّـفَتْ تبقى لهُ الكفّ ُ التي تـَـتـَيَـمّـمُ هذا مِنَ الآباءِ في أبنائِـهِـمْ هو حارسٌ هو سائِسٌ هو أرحَمُ هذا الذي وَرِثَ المكارِمَ من أبٍ فهو المُعَـلـّـِمُ و الجَوادُ الأكرمُ هذا أبو الشهداءِ نجلُ مُحَمّـدٍ أ رأيتَ ما وهبَ العظيمَ الأعظمُ؟ * * * سِربَ الحَمائم ِ,أيّ ُ قلبٍ عاشِق ٍ دمعَ الصّبابةِ في الغـَرابةِ يسجُمُ قلْ للحُسَيْـن ِ بأنني في إثـْـرِهِ و الى النهايةِ عازِمٌ و مُصَـمّـِـمُ وإذا تعذّرتْ الطريقُ بشاعرٍ فهو الفصاحة ُ والبلاغة ُ والفـمُ آهٍ عليكَ ترَكْـتـَـنا في غابــةٍ فيها وحوشٌ ضارِياتٌ تحْـكـُـمُ وإذا أذِنـْـتَ لنا بقتـْـل ِ فلولِهـِمْ كانت مواجـِعُـنا بيوم ٍ تـُحْـسَــمُ ولقدْ تقاسَمَـتْ البـِقاعُ جُسومَـكُـمْ والآنَ نحنُ على البـِقاع ِ نُـقـَـسّـمُ
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |