شعر

أنا كسيرُك َ .....

خلدون جاويد

أنا كسيرُك َ لا تـُمعن بكِسراني

وأمننْ علي ّ وكفكفْ نار اشجاني

ياأنت َ يا أجمل الأزهار في غـُصُن ٍ

أذبلت َ خدي كما أذبلت أغصاني

أذقـتني المُر من ثغر ٍ الى كبِد ٍ

كما كويت َ بنار السهد أجفاني

إشدد على الجرح مني إنني بشرٌ

وأنت عذب ٌ رقيق القلب إنساني

قد كنت َ بي كلِفا ً مستنجدا ً أر ِقا ً

حتى ضممتك في ظلي وجنحاني

واليوم طحتُ على الأعتاب مندحرا

إحكم بسجني وأرسلني لسجاني

وبي ترفـّقْ ، وان لم تحتضن أرقا ً

بادل عليلك احسانا بإحسان ِ

أعد صبانا وبغداد التي حلمت

بثوب عرس ٍ وقد لـُفـّت بأكفان ِ

خذني اليها وقصقص كل اجنحتي

واسفح دم الروح وارجعني لأوطاني

ماأجمل العيش في بغداد يسحرني

حتى وإن ْ كان ليلا ً خلف قضبان ِ

أهوى النخيل وبدرا ً فوق دجلتها

ونورسا ً هائما ً حبا ً بشطئآن ِ

أهوى عيون المها بالرمش تقتلني

وتستعين على قتلي بهجراني

أهوى الجسور عليها عشقنا مطرٌ

كالجمر يقطر من قلبي وأجفاني

أنا كبغداد إن ناحت وإن نزفت

دمٌ بخد ٍ ودمع ٌ في شذرْوان ِ

أهوى ببغداد َ في " السعدون " رفقـتنا

وضجة ً من خليلات ٍ وخلاّن ِ

أهواك ياكوكبا ً في الكرنفال سما

حُسنا ً ونهب رياح الموت خلاّني

يانبعة الروح والريحان قد يبست

روحي ، ويذوي فدى كعبيك ريحاني

أنا كسيرك قيثاري بلا وتر ٍ

والكأس ُ خاو ٍ ودير ٌ مغلق ٌ حاني

من هول حبك صار الشوك بستاني

وبسمتي الدمع ُ والأفراح أحزاني

يابدر بغداد إني بالأسى فرح ٌ

فالغمّ ُ وسّـدني والهمّ ُ غطاني

بغداد رغم يباس الروض بي املٌ

من دمع آذار يُسقى ورد نيسان ِ

  

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com