مامند محمد قادر 

 أتذكر جيداً

يوماً ... كنتُ

شاباً صامتاً خجولاً

لم أكن قد واجهتُ

أو حدّثتُ نساءً

حين دخلتِ حياتي .

أتذكر جيداً

يوماً سألتِ عن اسمي

و سألتِ عن عنواني ،

و كطائر مبلل

قد أصابه البرد

في ليلة من الشتاء

بين أغصان عارية

ارتجف جسمي ،

و نسيتُ أبسط الكلمات

كطفل يتعلم للتو

لغة تداهمه

بين الأحضان .

ذات يوم

كنتُ شاباً مشرّداً

أجوب شوارع فراغي ،

و تائه

في أزقة وحشتي

مطارداً شيئاً ينقصني ،

لم أجده في المقاهي

و لم أجده في الحانات

و كصبي يفقد والدته

في زحام سوق شعبي

كنتُ أصرخ في سري ،

يفترسني ضياعي .

قبل أن تجتاحي قلبي

كعاصمة هُدّمت أسوارها .....

لم أحس بِالوان الزهور

لم أتذوق الغروب

و الجلوس على عتبات الأنتظار .

آه يا زهرتي البعيدة !

يا وميضاً أحمله

في حقيبة عمري ،

انكِ قد لوّنتِ أيامي

بحرية الأمواج

و هدير الغابة .

انكِ انتِ رياح

تحت أجنحة أسفاري .