|
شعر ذبيح الفتح الدكتور نوري الوائلي / مؤسسه الوائلي للعلوم نيويورك
يا صاحبي صارَ سكبُ الدمع تلحيني = وضيقُ صدري مع الآهات تلويني يا صاحبي ما بقى للعين من وجعي = بعضُ الدموع ولا نامت فترويني الأفق بؤسٌ وقلبُ الكون منكسرٌ = والبحرُ نارٌ بحزن الماء والطين الصخرُ والقللُ الصمّاء هاوية = والكائناتُ كحبّ في طواحين الحزنُ أسمى من الأقلام توصفه = والعسرُ جمٌ فلم يجمعْ بتدوين هذا ليوم بكت افلاكنا عجبا = واحمرت الأرضُ من نحر القرابين يومٌ به ذبحت للمصطفى مهج = وأنهزت الزهراءُ من فعل الشياطين يومٌ جيادُ شرار الخلق واطئة = صدرَ الحفيد وغصنا من رياحين يومٌ وحقك يُسقي الخلقَ في كرم = عذبَ الينابيع من خلق ومن دين الظلمُ منه مع التمكين منهزمٌ = والجرحُ صوتٌ علا صوتَ السكاكين هم علية بزغت بالنور فالقة = عتمَ الظلام كفجر في بساتين قادوا بعزّ جيادَ الموت تصحبهم = كالعرس أبوابُ فتح للمجيبين هدوا المظالم والتيجان واقتطعوا = رأسَ النفاق وخدامَ الفراعين جمعٌ يضمُ من الأصحاب خيرتهم = من أهل بدر ومن فتح وصفين لم يبقوا للجور ليلا يرتوي نغما = أو يقضي العمرَ في الديباج والعين ماذا أقول وهل في القول من وسع = في وصف كرب على ذبح الميامين حزنٌ يخففه الأيمان أنّهمو = بالنصر فازوا وفازوا بالموازين أبكى الرسولَ حسينٌ قبل مصرعه = فالحزن من سنن المبعوث ياسين العينُ تدمعُ يا سبطَ الرسول فلا = عيني تجفُ ولا حزني يواسيني ما ذنب جثته بالرمل عارية = من دون قبر وحال كالمباحين هبّتْ بسنـّته الأحزانُ تعصرني= والحزنُ فرضٌ على صدق المحبين يا كربلاءُ اليك الشوق يورقني = والبعدُ عنك سقاني ماءَ غسلين فيك الشهيدُ وفيك البدرُ منتصبا = كالنار تعلو بجمر من براكين فيك القبابُ لها في الأفق سارية = تحي الزمانَ بأنوار المناجين يا كربلاءُ خذيني من لضى ألمي = فالقلبُ ينزفُ من لهب الشرايين ياكربلاءُ اليك الخلقُ لاهفة = من تؤمين هما سينٌ اخو الشين في كل عصر بك الأحرارُ اقتبسوا = صدقَ العزائم في رفض الطواعين أرض وحقك للدنيا منارتها = للتائهين ملاذا دون تلقين اسألْ لمن شأتَ من بدو ومن عجم = عن كربلاءَ وعن قتل لميمون الكلُ يعرف إن السبط مأذنة = والقاتلونَ لهم سوءُ العناوين يا صاحبَ الفتح قد أشرقت في زمن = فيه النفاقُ بنا حكمَ السلاطين قد قدّت وثبا الى الأصلاح غايته = كالسيف تحمله أيدي المهابين يأتي اليك على السيقان في ولع = من كل فج وفودٌ من ملايين مالي بقبر كأن الشمس طلعته = يحوي الحياة ويحوي خيرَ مدفون قبران شمسٌ وبدرٌ كان نورهما = بالحشد ضموا برغم من زنازين يا قبة المجد والأصلاح خالدة = طولَ الدهور بنهج للموالين منك الشموخُ الى الدنيا يوجهها = فكر وسيف على صدر المرابين تحت القباب عيون من دم وهج = يروي الحياة ويهدي من قرائين هذا القتيل يعيش الخلد منتصرا = والقاتلونَ ضياع رغم تمكين هذا القتيلُ قلوبُ الخلق مسكنه = والقاتلون تراب في درابين ما كنت تخرج للأصلاح في كفن = لولا الفساد ولولا سطو مفتون فتحا بدأت فيا مرحى لمن تبعوا = صوت النداء وصاروا من منادين تمشي وروحك للأيتام حاضنة = هذا ذبيح وهذي أم مطعون من بعد ما قتل الأحباب في عطش = واحمرت الأرض من قتلى الميادين الأخت تجلب للأيمان في فزع = خيلَ المنايا ودمع العين بالعين قبل الظهيرة والميدانُ في لهب = الطفلُ يُذبحُ والأعناقُ من سبعين بين الذبائح والأوصال مرتجلا = فردا وقفت بلا وزر ولا عون تبكي على قاتليك الدهر في وجع = والرافضين لسبط بعد تبين هذه الصفات لأهل البيت زينتهم = والكارهون لهم خلق المعابين طفلٌ بلا لبن قد جفّ من عطش = بالسهم يرمى , فذبح دون تأبين العرق ينزف والعينان في فزع = كالطير مرتعشا في حضن شاهين يابنت فاطمة الزهراء صبركموا = قد فاق وصفا بكتب أو دواوين جأتي بركب وأهل البيت زينته = والفضل فيه كبدر للمباهين بعد المصاب رجعت البيت خالية = من خير حشد ومن فضل وتمكين الركب أصبح يا بنت الرسول كمن = في العش بات جريحا دون تحصين الطف في الأرض بستان وساقية = ملء الثمار , لها أشدو فتحيني يا نهضة السبط قد غيرت من عرف = السيف يعلو على جرح وتدوين الجرح فيك خلود ما له سكن = والسيف بال كخرق ساء تكوين هذا المصاب لنا هدي ومدرسة = أن لا نوالي طغاة ً من فراعين حزنٌ وحبٌ وأيمانٌ ومنزلة = فيها الجنانُ فيا ربحَ المواسين
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |